وفيه نظر من حيث إن المعنى على ما قاله الناس وفهموه، وأيضاً فإنَّ بعده / ولنبيِّنَه وهو نصٌّ في لام كي، وأمَّا تسكين اللام في القراءة الشاذة فلا يدلُّ لاحتمالا أن تكون لام كي سُكِّنت إجراءً للكلمة مُجْرى كَتِف وكَبِد. وقد ردَّ الشيخ على الزمخشري حيث قال: "وليقولوا جوابه محذوف" فقال: "وتسميتُه ما يتعلَّق به قوله "وليقولوا" جوابا ًاصطلاحٌ غريب، لا يقال في "جئتَ" من قولك "جئت لتقوم" إنه جواب". قلت: هذه العبارة قد تكررت للزمخشري وسيأتي ذلك في قوله ﴿وَلِتَصْغَى﴾ أيضاً. وقال الشيخ هناك: "وهذا اصطلاحٌ غريب"، والذي يظهر أنه إنما يُسَمِّي هذا النحوَ جواباً لأنه يقع جواباً لسائل. تقول: أين الذي يتعلَّق به هذا الجارُّ؟ فيُجاب به، فسُمِّي جواباً بهذا الاعتبار، وأضيف إلى الجارِّ في قوله "وليقولوا" جوابه، لأن الإِضافة [تقع] بأدنى ملابسة وإلا فكلامُ إمامٍ يتكرَّر لا يُحمل على فساد.
وأمَّا القراءات التي في "دَرَسَتْ" فثلاث في المتواتر: فقرأ ابن عامر "دَرَسَتْ" بزنة ضَرَبَتْ، وابن كثير وأبو عمرو "دارَسْتَ" بزنة قابلْتَ أنت، والباقون "درسْتَ" بزنة ضربْت أنت. فأمَّا قراءة ابن عامر فمعناها بَلِيَتْ وقَدُمَتْ وتكرَّرَتْ على الأسماع يُشيرون إلى أنها من أحاديث الأولين كما قالوا اساطير الأولين.
(٦/٣٧١)
---


الصفحة التالية
Icon