وقوله ﴿وَلِنُبَيِّنَهُ﴾ تقدَّم أن هذا عطفٌ على ما قبله فحكمه حكمه. وفي الضمير المنصوب أربعةُ احتمالات، أحدها: أنه يعود على الآيات، وجاز ذلك وإن كانت مؤنثة لأنها بمعنى القرآن. الثاني: أنه يعود على الكتاب لدلالة السياق عليه، ويُقَوِّي هذا أنه فاعل لدَرَسَ في قراءةِ مَنْ قرأه كذلك. الثالث: أنه يعود على المصدر المفهوم مِنْ نُصَرِّف أي نبيِّن التصريف. الرابع: أن يعود على المصدر المفهوم من "لنبينه" أي: نبيِّن التبيين نحو: ضَرَبْتُه زيداً أي ضربت الضرب زيداً. و "لقوم" متعلق بالفعلِ قبلَه. و "يَعْلَمُون" في محل جر صفة للنكرة قبلها.
* ﴿ اتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾
وقوله تعالى: ﴿مَآ أُوحِيَ﴾: يجوز أن تكون اسمية، والعائد هو القائم مقام الفاعل. و "إليك" فضلةٌ، وأجازوا أن تكون مصدريةً والقائمُ مقامَ الفاعل حينئذ الجار المجرور أي: الإِيحاء الجائي مِنْ ربك، و "مِنْ" لابتداء الغاية مجازاً فـ "مِنْ ربك" متعلِّقٌ بأُوْحِي. وقيل: بل هو حال من "ما" نفسها. وقيل: بل هو حال من الضمير المستتر في "أوحي" وهو بمعنى ما قبله.
قوله: ﴿لاا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ﴾ جملة معترضة بين هاتين الجملتين الأمريتين، هذا هو الأحسن. وجَوَّز أبو البقاء أن تكون حالاً من "ربك" وهي حال مؤكدة تقديره: من ربك منفرداً.
* ﴿ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴾
(٦/٣٧٤)
---


الصفحة التالية
Icon