و "أربعةَ أشهرٍ" ظرف لـ"سِيْحوا". وقرىء ﴿غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ﴾ بنصب الجلالة على أن النونَ حُذِفَتْ تخفيفاً. وقد تقدَّم تحريرُه.
* ﴿ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِياءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوااْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾
قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ﴾: رفع بالابتداء، و "مِن الله": إمَّا صفةُ أو متعلقٌ به. و إلى الناس" الخبر. ويجوز أن يكونَ خبرَ مبتدأ محذوفٍ أي: وهذا إعلامٌ، والجارَّان متعلقان به كما تقدَّم في "براءة". قال الشيخ: "ولا وجهَ لقولِ مَنْ قال إنه معطوف على "براءة"، كما لا يُقال "عمرو" معطوف على "زيد" في "زيد قائم وعمرو قاعد". وهو [كما قال]، وهذه عبارة [الزمخشري بعينها]
وقرأ الضحَّاك وعكرمة وأبو المتوكل: "وإذْن" بكسر الهمزةِ وسكونِ الذال. وقرأ العامَّةُ: "أنَّ الله" بفتح الهمزة على أحدِ وجهين: إمَّا كونِه خبراً لـ"أذان" أي: الإِعلامُ من الله براءتُه من المشركين - وضعَّف الشيخُ هذا الوجهَ ولم يذكر تضعيفَه - وإمَّا على حَذْفِ الجر أي: بأن الله. ويتعلَّقُ هذا الجارُّ إمَّا بنفس المصدرِ، بمحذوفٍ على أنه صفتُه. و "يومَ" منصوبٌ بما تعلَّق به الجارُّ في قوله: "إلى الناس". وزعم بعضُهم أنه منصوبٌ بـ"أذانٌ" وهو فاسدٌ من وجهين: أحدهما: وصفٌ المصدرِ قبل عمله. الثاني: الفَصْلُ بينه وبين معمولِه بأجنبيّ وهو الخبرُ.
وقرأ الحسن والأعرج بكسر الهمزة، وفيه المذهبان المشهوران: مذهبُ البصريين إضمارُ القول، ومذهبُ الكوفيين إجراءُ / الأذانِ مُجْرى القول.
(٧/٤٢٧)
---


الصفحة التالية
Icon