* ﴿ وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
قوله تعالى: ﴿قُرُبَاتٍ﴾: مفعولٌ ثان ليتخذ كما مرَّ في "مَغْرَما". ولم يختلف قُرَّاء السبعة في ضم الراء من "قُرُبات" مع اختلافهم في راء "قربة" كما سيأتي، فيحتمل أن تكون هذه جمعاً لقُرُبة بالضم كما هي قراءة ورش عن نافع، ويحتمل أن تكون جمعاً للساكنها، وإنما ضُمَّت اتباعاً لـ"غرفات" وقد تقدم التنبيه على هذه القاعدة وشروطها عند قوله تعالى ﴿فِي ظُلُمَاتٍ﴾ أولَ البقرة.
قوله: ﴿عِندَ اللَّهِ﴾ في هذا الظرفِ ثلاثة أوجه، أظهرها: أنه متعلقٌ بـ"يَتَّخذ". والثاني: أنه ظرف لـ"قربات" قاله أبو البقاء، وليس بذاك. الثالث: أنه متعلقٌ بمحذوف لأنه صفةٌ لـ"قربات".
قوله: ﴿وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ﴾ فيه وجهان أظهرهما: أنه نسق على "قربات" وهو ظاهرُ كلام الزمخشري فإنه قال: "والمعنى أنَّ ما ينفقه سببٌ لحصور القربات عند الله "وصلوات الرسول" لأنه كان يدعو للمتصدِّقين بالخير كقوله: "اللهم صل على آل أبي أوفى". والثاني: - وجَوَّزَه ابن عطية ولم يذكر أبو البقاء غيره - أنها منسوقةٌ على "ما ينفق"، أي: ويتخذ بالأعمال الصالحة وصلوات الرسول قربة.
قوله: ﴿أَلاا إِنَّهَا قُرْبَةٌ﴾ الضمير في "إنها" قيل: عائد على "صلوات" وقيل: على النفقات أي المفهومة من "يُنفقون".
(٨/٩١)
---