قوله: ﴿لَقُضِيَ﴾ / قرأ ابن عامر "لقضى" بفتح الفاء والعين مبنياً للفاعل وهو الله تعالى، "أجلهم" نصباً. والباقون "لقُضِيَ" بالضم والكسر مبنياً للمفعول، "أَجَلُهم" رفعاً لقيامِه مقامَ الفاعل. وقرأ الأعمش "لقَضَيْنا" مسنداً لضمير المعظِّم نفسَه، وهي مؤيدةٌ لقراءةِ ابن عامر.
قوله: ﴿فَنَذَرُ﴾ فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنه معطوفٌ على قوله ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ﴾ على معنى أنه في قوة النفي، وقد تقدَّم تحقيقُ ذلك في سؤال الزمخشري وجوابِه فيه. إلا أن أبا البقاء ردَّ عطفه على "يُعَجِّل" فقال: "ولا يجوزُ أن يكونَ معطوفاً على "يُعَجِّل" إذ لو كان كذلك لدَخَلَ في الامتناع الذي تقتضيه "لو" وليس كذلك، لأنَّ التعجيلَ لم يقع، وتَرْكَهم في طغيانهم وقع". قلت: إنما يَتمُّ هذا الردُّ لو كان معطوفاً على "يُعَجِّل" فقط باقياً على معناه، وقد تقدَّم أن الكلامَ صار في قوةِ ﴿ ﴾ فيكون "فَنَذَرُهم" معطوفاً على جملة النفي لا على الفعلِ الممتنع وحدَه حتى يلزمَ ما قال. والثاني: أنه معطوفٌ على جملةٍ مقدرة: "لا نعجِّل لهم الشرَّ فَنَذَرُهم" قاله أبو البقاء. والثالث: أن تكون جملةً مستأنفةً، أي: فنحن نَذَرُ الذين. قاله الحوفي.
* ﴿ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذالِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾
(٨/١٣٦)
---