يعني على روايةِ مَنْ رواه "ثَدْيان" بالألف، ويُروى "كأنْ ثَدْيَيْه" بالياءِ على أنها أُعملت في الظاهر وهو شاذٌّ، وصدر هذا البيت:
وصَدْرٍ مُشْرقِ النَّحْرِ *..........................
وهذه الجملةُ التشبيهيةُ في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ فاعل "مرَّ"، أي: مضى على طريقته مشبهاً مَنْ لم يَدْعُ إلى كشف ضر. و "مَسَّه" صفةٌ لـ"ضُرّ"، قال صاحب النظم: ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ﴾ وَصْفُه للمستقبل، و "فلمَّا كشفنا" للماضي، فهذا النَّظْم يدلُّ على معنى الآية أنه كان هكذا فيما مضى، وهكذا يكون مما يُستقبل، فدل ما في الآية من الفعل المستقبل على ما فيه من المعنى المستقبل".
والكافُ مِنْ "كذلك زُيِّن" في موضع نصب على المصدر، أي: مثلَ ذلك التزيين والإِعراض عن الابتهال. وفاعل "زُيِّن" المحذوف: إمَّا الله تعالى وإمَّا الشيطان. و ﴿مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ في محل رفع لقيامه مقام الفاعل. و "ما" يجوزُ أن تكون مصدريةً، وأن تكونَ بمعنى الذي.
* ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذالِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿مِن قَبْلِكُمْ﴾: متعلقٌ بـ"أَهْلكنا"، ولا يجوز أن يكونَ حالاً من "القرون" لأنه ظرف زمان فلا يقع حالاً عن الجثة كما لا يقع خبراً عنها. وقد تقدَّم تحقيق هذا في أول البقرة، وقد تقدَّم الكلامُ على "لمَّا" أيضاً.
(٨/١٣٨)
---