(١/٣٢)
---
٥٣- إذا مل رَمَوْنا رَمَيْناهُم * ودِنَّاهُمُ مثلَ ما يَقْرِضُونا
ومثله:
٥٤- حَصادُك يوماً ما زَرَعْتَ وإنما * يُدانُ الفتى يوماً كما هو دائِنُ
وله معانٍ أُخَرٌ: العادَة، كقوله:
٥٥- كَدينِك من أمِّ الحُوَيْرثِ قبلَها * وجارتِها أمِّ الرَّباب بِمَأْسَلِ
أي: كعادتك: ومثلُه:
٥٦- تقول إذا دَرَأْتُ لها وَضِيني * أهذا دِينُه أبداً ودِينِي
ودانَ عصى وأطاع، وذلَّ وعزَّ، فهو من الأضداد. والقضاءُ، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ أي في قضائِه وحكمه، والحالُ، سُئل بعضُ الأعراب فقال: "لو كنتُ على دِينٍ غيرِ هذه لأَجَبْتُكَ" أي: على حالة. والداءُ: ومنه قول الشاعر:
٥٧- يا دينَ قلبِك مِن سَلْمى وقد دِينا *..............................
ويقال: دِنْتُه بفعلِه أَدِينُه دَيْناً ودِيناً -بفتح الدال وكسرها في المصدر- أي جازَيْتُه. والدِّينُ أيضاً: الطاعةُ، ومنه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً﴾ أي: طاعةً، ويستعار للمِلَّة والشريعةِ أيضاً، قال تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ﴾ يعني الإسلام، بدليل قوله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ والدِّينُ: سيرة المَلِك، قال زهير:
٥٨- لَئِنْ حَلَلْتَ بجوٍّ في بني أسَدٍ * في دينِ عمروٍ وحالَتْ بينَنَا فَدَكُ
يقال: دينَ فلان يُدانُ إذا حُمِل على مكروهٍ، ومنه قيل للعبدِ، مَدين ولِلأمَةِ مَدِينة. وقيل: هو من دِمْتُه إذا جازيته بطاعته، وجَعَل بعضُهم المدينةَ من هذا الباب، قاله الراغب. وسيأتي تحقيقُ هذه اللفظة عند ذِكْرِها.
* ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
(١/٣٣)
---


الصفحة التالية
Icon