* ﴿ سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالْلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾
قوله تعالى: ﴿سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ﴾: في "سواءٌ" وجهان، أحدُهما: أنه خبرٌ مقدَّمٌ، و ﴿مَّنْ أَسَرَّ﴾ و ﴿وَمَنْ جَهَرَ﴾ هو المبتدأ، وإنما بم يُثَنَّ الخبر لأنه في الأصل مصدرٌ، وهو هنا بمعنى مُسْاَوٍ، وقد تقدَّم الاكلامُ فيه أوَّلَ هذا الموضوعِ، و "منكم" على هذا حالٌ من الضمير المستتر في "سواءٌ" لأنه بمعنى "مُسْتَوٍ". قال أبو البقاء: "ويَضْعُفُ أن يكونَ حالاً من الضمير في "أَسَرَّ" أو "جَهَرَ" لوجهين، أحدُهما: تقديمُ ما في الصلةِ على الموصولِ أو الصفة على الموصوف، والثاني: تقديمُ الخبِ على "منكم"، وحقُّه أن يقعَ بعده". قلت: [قوله] "وحقُّه أن يقع بعده" يعني بعده وبعد المبتدأ، وإلا يَصِرْ/ كلامُه لا معنى له.
والثاني: أنه مبتدأ، وجاز الابتداءُ به لوصفِه بقوله "مِنْكم" وأَعْرَبَ سيبويه "سواءٌ عليه الخيرُ والشرُّ" كذلك. وقولُ ابن عطية أن سيبويه ضَعَّفَ ذلك بأنه ابتداءٌ بنركة، غَلَطٌ عليه.
(٩/١٠٠)
---


الصفحة التالية
Icon