قوله تعالى: ﴿إِذَا كَشَفَ﴾: "إذا" الأولى شرطيةٌ والثانيةُ فجائية جوابُها. وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ "إذا" الشرطية لا تكونُ معمولةً لجوابها؛ لأنَّ ما بعد "إذا" الفجائية لا يعمل فيما قبلَها.
وقرأ قتادة "كاشَفَ"على فاعَلَ. قال الزمخشري: "بمعنى فَعَل، وهو أقوى مِنْ "كَشَفَ" لأنَّ بناءَ المغالبةِ يدلُّ على المبالغة".
قوله: "منكم" يجوز أن يكونَ صفةً لـ "فريق" و "مِنْ" للتبعيض، ويجوز أن تكونَ للبيان. قال الزمخشري: "كأنه قال: إذا فريقٌ كافرٌ، وهم أنتم".
* ﴿ لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿لِيَكْفُرُواْ﴾: في هذه اللامِ ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أنها لامُ كي، وهي متعلقةٌ بـ "يُشْركون"، أي: إنَّ إشراكهم سببُه كفرُهم به. الثاني: أنها لامُ الصيرورةِ، أي: صار أمرُهم إلى ذلك. الثالث: أنها لامُ الأمرِ، وإليه نحا الزمخشريُّ.
وقرأ أبو العالية - ورواها مكحول عن أبي رافع مولَى رسول الله ﷺ عنه ﷺ "فَيُمْتَعُوا" بضمِّ الياء مِنْ تحتُ، ساكنَ الميم مفتوحَ التاء، مضارعَ مُتِع مبنياً للمفعول. ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ بالياءِ مِنْ تحتُ أيضاً. وهذا المضارع في هذه القراءةِ يجوز أن يكونَ حَذْفُ النونِ فيه: إمَّا للنصبِ عطفاً على "ليكفروا" إنْ كانت لامَ كي، أو للصيرورة، وإمَّا للنصبِ أيضاً، ولكنْ على جوابِ الأمر إنْ كانت اللامُ للأمر. ويجوز أن يكونَ حَذْفُها للجزم عَطْفاً على "لِيَكْفُروا" إن كانت للأمر أيضاً.
* ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴾
(٩/٢٦٥)
---


الصفحة التالية
Icon