قوله: ﴿يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا﴾ التفاتٌ وإخبارٌ بذلك، ولو جاءَ على الكلام الأوَّل لقيل: مِنْ بطونِك. والهاء في / "فيه" تعودُ على "شَراب"، وهو الظاهرُ، وقيل: تعودُ على القرآن.
* ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾
قوله تعالى: ﴿لِكَيْ لاَ﴾: في هذه اللامِ وجهان، أحدهما: أنها لامُ التعليل، و "كي" بعدها مصدريةٌ ليس إلا، وهي ناصبةٌ بنفسِها للفعلِ بعدَها، وهي ومنصوبُها في تأويلِ مصدرٍ مجرورٍ باللام، واللامُ متعلقةٌ بـ "يُرَدُّ". وقال الحوفيُّ: "إنها لام كي، وكي للتأكيد" وفيه نظرٌ؛ لأنَّ اللامَ للتعليلِ و "كي" مصدريةٌ لا إشعارَ لها بالتعليل والحالةُ هذه، وأيضاً فعلمُها مختلفٌ.
الثاني: إنها لامُ الصَّيْرورةِ.
قوله: "شيئاً" يجوز فيه التنازع؛ وذلك أنه تقدمه عامِلان: "يَعْلَمَ" و "عِلْمٍ". فعلى رأيِ البصريين - وهو المختار - يكون منصوباً بـ "يَعْلم"، وعلى رأيِ الكوفيين يكون منصوباً بـ "يعلم". وهو مردودٌ؛ إذ لو كان كذلك لأَضْمَرَ في الثاني، فكان يُقال: لكيلا يعلمَ بعد عِلْمٍ إياه شيئاً.
* ﴿ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾
(٩/٢٧٩)
---