و "بجهالة" حالٌ مِنْ فاعل "عَمِلوا".
* ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿أُمَّةً﴾: تُطْلَقُ الأُمَّة على الرجل الجامع لخصالٍ محمودة. وقيل: فًعْلَةُ تدل على المبالغةِ، وإلى المعنى الأولِ نَظَر ابنُ هانئٍ في قوله:
٣٠٢٤- وليس الله بمُسْتَنْكَرٍ * أن يَجْمَعَ العالمَ في واحِدِ
* ﴿ شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾
قوله تعالى: ﴿شَاكِراً﴾: يجوز أن يكونَ خبراً ثالثاً، او حالاً مِنْ أحدِ الضميرين في "قانِتاً" أو "حنيفاً".
قوله: "لأَنْعُمِهِ" يجوز تعلُّقه بـ "شاكراً" أو بـ "اجتباه"، و "اجتباه": إمَّا حالٌ، وإمَّا خبرٌ آخرُ لـ كان. و ﴿إِلَى صِرَاطٍ﴾ يجوز تعلُّقُه بـ "اجتباه" و بـ "هداه" على قاعدةِ التنازع.
* ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَآ﴾: قال الزمخشري: "في "ثم" هذه ما فيها مِنْ تعظيم منزلتِهِ وأجلالِ مَحَلَّه، والإيذانُ بأنَّ أَشْرَفَ ما أُوتي خليلُ الرحمنِ من الكرامةِ وأَجَلَّ ما أُولِيَ من النعمة اتِّباعُ رسولِ الله ﷺ من قَبِل أنها دَلَّتْ على تباعُدِ هذا النعتِ في الرتبةِ منْ بينِ سائرِ النُّعوت التي أثنى اللهُ عليه بها".
قوله: ﴿أَنِ اتَّبِعْ﴾ يجوز أن تكونَ المفسرِّةَ، وأن تكونَ المصدريةَ فتكونَ مع منصوبِها مفعولَ الإيحاء.
(٩/٣١٠)
---