---
وقرأ ابنُ عامر "يُلَقَّاه" بضمِّ بضمِّ الياء وفتح اللام وتشديد القاف، مضارعَ "لَقَّى" بالتشديد، والباقون: بالفتح والسكونِ والتخفيف مضارع لَقِي.
* ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ﴾
قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ﴾: على إضمارِ القولِ، أي: يُقال له: اقرأْ، وهذا القولُ: إمَّا صفةٌ أو حالٌ كما في الجملةِ قبله.
قوله/ ﴿كَفَى بِنَفْسِكَ﴾ فيه ثلاثةُ أوجهٍٍ، المشهورُ عند المُعْرِبين: أنَّ "كفى" فعلٌ ماضٍ، والفاعلُ هو المجرورُ بالياء، وهي فيه مزيدةٌ، ويَدُلُّ عليه أنها حُذِفت ارتفع، كقوله:
٣٠٣٨- ويُخْبرني عن غائبٍ المَرْءِ هَدْيُه * كَفَى الهَدْيُ عَمَّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا
وقولِ الآخر:
٣٠٣٩-......................... * كَفَى الشيبُ والإسلامُ للمرءِ ناهيا
وعلى هذا فكان ينبغي أن يُؤَنَّثَ الفعلُ لتأنيث فاعلِه، وإن كان مجروراً كقوله: ﴿مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ﴾ و ﴿وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ﴾ وقد يقال: إنه جاء على أحد الجائزين فإن التأنيثَ مجازيٌّ. أنَّ الفاعلَ/ ضميرُ المخاطبِ، و "كفى" على هذا اسمُ فعلٍ أمرٍ، أي: اكْتَفِ، وهو ضعيفٌ لقَبولِ "كَفَى" علاماتِ الأفعالِ. الثالث: أنَّ فاعلَ "كَفَى" ضميرٌ يعودُ على الاكتفاء، وقد تقدَّم الكلامُ على هذا مستوفى. و "اليومَ" نصبٌ بـ "كفى".
(٩/٣٢٧)
---