قوله تعالى: ﴿ابْتِغَآءَ رَحْمَةٍ﴾: يجوز أَنْ يكونَ مفعولاً من أجله، ناصبُه "تُعْرِضَنَّ" وهو مِنْ وَضْعِ المُسَبِّب موضعَ السببِ، وذلك أن الأصل: وإمَّا تُعْرِضَنَّ عنهم لإعسارِك. وجعله الزمخشريُّ منصوباً بجوابِ الشرطِ، أي: فقل لهم قولاً سهلاً ابتغاء رحمةٍ. وردَّ عليه الشيخ: بأنَّ ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها نحو: "إن يَقَمْ زيدٌ عمراً فاضرِبْ" فإنْ حَذَفْتَ الفاءَ جاز عند سيبويهِ والكسائي نحو: "إنْ يَقُمْ زيدٌ عمراً يَضْرِبْ". فإن كان الاسمُ مرفوعاً نحو "إن تَقُمْ زيدٌ يَقُمْ" جاز ذلك عند سيبويهِ على أنَّه مرفوعٌ بفعلٍ مقدرٍ يُفَسِّره الظاهرُ بعده، أي: إنْ تَقُمْ يَقُمْ زيدٌ يقمْ. ومنع مِنْ ذلك الفراءُ وشيخُه.
وفي الردِّ نظرٌ؛ لأنه قد ثبت ذلك، لقولِه تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ﴾ الآية. لأنَّ "اليتيمَ" وما بعده منصوبان بما بعدَ فاءِ الجوابِ.
الثاني: أنه موضعِ الحالِ مِنْ فاعلِ "تُعْرِضَنَّ".
قوله: "تَرْجُوها" يجوز أن يكونَ/ صفة لـ "رحمةٍ"، وأَنْ يكونَ متعلِّقاً بـ "تَرْجُوها"، أي: تَرْجُوها مِنْ جهةِ ربِّك، على المجاز.
قوله: "تَرْجُوها" يجوز أن يكونَ حالاً مِنْ فاعلِ "تُعْرِضَنَّ"، وأَنْ يكونَ صفةً لـ "رحمةٍ".
* ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ﴾
قوله تعالى: ﴿كُلَّ الْبَسْطِ﴾: نصبٌ على المصدرِ لإضافتِها إليه. و "فَتَقْعُدَ" نصبُه على جواب النهي. و "مَلُوماً": إمَّا حالٌ، وإمَّا خبرٌ، كما تقدَّم.
* ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوااْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ﴾
(٩/٣٤٤)
---


الصفحة التالية
Icon