وأبو رجاءٍ والزُّهْريُّ كذلك، إلا أنهما كسرا الخاء كـ "زِنَى" وكلاهما مِنْ خَطِئ في الدِّين، وأَخْطأ في الرأي، وقد يُقام كلٌّ منههام مقامَ الآخرَ.
وقرأ ابنُ عامرٍ في روايةٍ "خَطْئَاً" بالفتح والسكون والهمزِ، مصدرُ "خَطِئ" بالكسرِ.
وقرأ ابنُ وثاب والأعمشُ "تُقَتِّلوا"، و "خِشْية" بكسرِ الخاء.
* ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً ﴾
قوله تعالى: ﴿الزِّنَى﴾: العامَّةُ على قصرِه وهي اللغة الفاشية، وقُرِئ بالمدِّ وفيه وجهان، أحدُهما: أنه لغةٌ في المقصور. والثاني: أنه مصدر زاني يُزاني، كقاتل يُقاتل قِتالاً؛ لأنَّه يكونُ بين اثنتين، وعلى المدِّ قولُ الفرزدق:
٣٠٥٨- أبا خالدٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه * ومن يَشْرَبِ الخُرْطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّراً وقول الآخر:
٣٠٥٩- كانت فريضةُ ما تقولُ كما * كان الزِّناءُ فريضةَ الرَّجْمِ
وليس ذلك من بابِ الضرورةِ لثبوتِه قراءةً في الجملة.
قوله" ﴿وَسَآءَ سَبِيلاً﴾ تقدَّم نظيره. قال ابنُ عطيةَ: "وسبيلاً: نصبٌ على التمييز، أي: وساء سبيلاً سبيلُه". ورَدَّ الشيخ: هذا: بأنَّ قولَه "منصوبٌ على التمييز" ينبغي أن يكونَ الفاعلُ ضميراً مُفَسَّراً بما بعده من التمييز فلا يصحُّ تقديرُه: ساء سبيلُه سبيلاً؛ لأنه ليس بمضمرٍ لاسم جنس.
* ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ﴾
قوله تعالى: ﴿إِلاَّ بِالحَقِّ﴾: أي: إلا بسببِ الحق، فيتعلَّقُ بـ ﴿لاَ تَقْتُلُواْ﴾ ويجوز أن يكونَ حالاً مِنْ فاعل ﴿لاَ تَقْتُلُواْ﴾ أو مِنْ مفعولِه، أو: لا تَقْتُلُوا إلا ملتبسين بالحق أو إلا ملتبسةً بالحقِّ، ويجوز أن يكونَ نعتاً/ لمصدرٍ محذوفٍ، أي: إلا قَتْلاً ملتبساً بالحق.
(٩/٣٤٦)
---


الصفحة التالية
Icon