٣٠٦٠- بها جِيَفُ الحَسْرى فأمَّا عِظَامُها * فبِيْضٌ وأمَّا جِلْدُها فَصَلِيْبُ
وحَسَر عن هذا: كشف عنه، كقوله:
٣٠٦١-........... يَحْسِرُ الماءُ تارةً *.........................
قوله: "تأويلاً" منصوب على التفسير. والتأويلُ: المَرْجِعُ مِنْ آلَ يؤولُ، أي: أحسن عاقبةً.
* ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾
قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ﴾: العامَّةُ على هذه القراءةِ، أي: لا تَتَّبِعْ، مِنْ قفاه يقْفوه إذا تتبَّع أثرَه، قال النابغة:
٣٠٦٢- ومثلُ الدُّمى شُمُّ العَرانينِ ساكنٌ * بهنَّ الحياءُ لا يُشِعْنَ التَّقافيا
وقال الكميت:
٣٠٦٣- فلا أَرْمي البريْءَ بغيرِ ذنبٍ * ولا أَقْفو الحواصِنَ إن قُفِيْنا
وقرأ زيدُ بن عليَ: "ولا تَقْفُو" بإثباتِ الواو، وقد تقدَّم أن إثباتَ حرفِ العلةِ جزماً لغةُ قوم، وضرورةٌ عندهم غيرهم كقوله:
٣٠٦٤-........................ * مِنْ هَجْوِ زبَّانَ لم تَهْجُو ولم تَدَعِ
وقرأ معاذ القارئ "ولا تَقُفْ" بزنةِ تَقُلْ، مِنْ قاف يَقُوف، أي: تَتَبَّع أيضاً، وفيه قولان: أحدُهما: أنه مقلوبٌ مِنْ قفا يَقْفُو، والثاني -وهو الأظهرُ- أنه لغةٌ مستقلةٌ جيدة كجَبَذَ وجَذَب، لكثرة الاستعمالين، ومثله: قَاع الفحلُ الناقةَ وقاعَها.
قوله: "والفُؤادَ" قرأ الجَرَّاح العقيلي بفتح الفاء وواوٍ خالصة. وتوجيهُها: أنه أبدل الهمزةَ واواً بعد الضمة في القراءةِ المشهورة، ثم فتح فاءَ الكلمة بعد البدلِ لأنها لغةٌ في الفؤاد، يقال: فُؤَاد وفَآد، وأنكرها أبو حاتمٍ، أعني القراءةَ، وهو معذورٌ.
والباء في "به" متعلقةٌ بما تَعَلَّق به "لك" ولا تتعلَّق بـ "عِلْم" لأنه مصدر، إلا عند مَنْ يتوسَّع في الجارِّ.
قوله: "أولئك" إشارة إلى ما تقدَّم من السمعِ والبصر والفؤادِ كقوله:
(٩/٣٤٨)
---


الصفحة التالية
Icon