٣٢١٢- ومَوْلَىً قد دَفَعْتُ الضَّيْمَ عنهُ * وقد أمْسَى بمنزلةِ المَضِيْمِ
والجمهورُ على "ورائي" بالمدِّ. وقرأ ابنُ كثير - في روايةٍ عنه - "وَرايَ" بالقصرِ، ولا يَبْعُدُ ذلك عنه فإنه قَصَرَ "شُرَكاي" في النحل كما تقدَّم، وسيأتي أنَّه قَرَأ ﴿أَنْ رَاْه اسْتَغْنى﴾ في العَلَق، كأنه كان يُؤْثِرُ القَصْر على المدِّ لخفَّتِهن ولكنه عند البصريين لا يجوزُ سَعَةً.
و ﴿مِن لَّدُنْكَ﴾ يجوز أَنْ يتعلَّقَ بـ "هَبْ". ويجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ مِنْ "وَليَّاً" لأنه في الأصل صفةٌ للنكرةِ فقُدِّمَ عليها.
* ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ﴾
قوله: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ﴾: قرأ أبو عمروٍ والكسائي بجزمِ الفعلين على أنَّهما جوابٌ للأمر إذ تقديرُه: إن يَهَبْ يَرِثْ. والباقون برفِعهما على أنَّهما صفةٌ لـ "وليَّاً".
وقرأ عليٌّ أميرُ المؤمنين- رضي الله عنه - وابن عباس والحسن ويحيى بن يعمر والجحدري وقتادة في آخرين: "يَرِثُني" بياء الغيبة والرفع، وأَرثُ" مُسْنداً لضمير المتكلم. قال صاحب "اللوامح": في الكلامِ تقديمٌ وتأخيرٌ. والتقديرُ: يَرِثُ نبوَّتي إن مِتُّ قبلَه وأَرِثُه مالَه إنْ مات قبلي". ونُقِل هذا عن الحسن.
وقرأ عليٌّ أيضاً وابن عباس والجحدري "يَرِثُني وارثٌ" جعلوه اسمَ فاعلٍ، أي: يَرِثُني به وارِثٌ، ويُسَمى هذا "التجريدَ" في علم البيان.
(١٠/١١١)
---