* ﴿ وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾
قوله: ﴿وَأَخْفَى﴾: جَوَّزوا فيه وجهين، أحدهما: أنه أفعلُ تفضيل، أي: وأخْفَى من السِّر. والثاني: أنه فعلٌ ماضٍ أي: وأَخْفى اللهُ عن عبادهِ غيبَه كقولِه: ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً
﴾.
* ﴿ اللَّهُ لاا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى ﴾
والجلالةُ: إمَّا متبدأٌ، والجملةُ المنفيةُ خبرُها، وإمَّا خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ أي: هو الله. "والحُسْنى" تأنيثُ الاحسن. وقد تقدَّم غيرَ مرة أنَّ جمعَ التكسيرِ في غير العقلاء يُعامَلُ معاملةَ المؤنثة الواحدة.
* ﴿ إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوااْ إِنِّيا آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيا آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾
قوله: ﴿إِذْ رَأَى﴾: يجوز أَنْ يكونَ منصوباً بالحديث وهو الظاهرُ. ويجوز أن ينتصِبَ بـ"اذكر" مقدَّراً، كما قاله أبو البقاء، أو بمحذوفٍ بعدَه أي: إذ رأى ناراً كان كيتَ وكيتَ، كما قاله الزمخشريُّ.
و"هل" على بابها مِنْ كونِها استفاهمَ تقريرٍ، وقيل: بمعنى قد، وقيل: بمعنى النفي. وقرأ "لأهلِهُ امكثُوا" بضم الهاء حمزة وقد تقدم أنه الأصلُ وهو لغةُ الحجاز، وقال أبو البقاء: "إن الضمَّ للإِتباع".
قوله: ﴿آنَسْتُ﴾ أي: أبصرْتُ. والإِيناسُ: الإِبصارُ البيِّنُ، ومنه إنسانُ العينِ؛ لأنه يُبْصَر به الأشياءُ، وقيل: هو الوِجْدان، وقيل: الإِحساسُ فهو أعمُّ من الإِبصار، وأنشدوا للحارث بن حِلِّزو:
٣٢٧٥ـ آنسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القُناصُ * عَصْراً وقد دنا الإِمْساءُ
(١٠/١٨٥)
---