قوله: ﴿بِمَا تَسْعَى﴾ متعلقٌ بـ"تُجْزَى". و"ما" يجوز أَنْ تكونَ مصدريةً أو موصولةً اسميةً، ولا بدَّ من مضاف أي: تُجْزى بعقابِ سَعْيها أو بعقابِ ما سَعَتْه.
* ﴿ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾
قوله: ﴿فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا﴾: ﴿مَن لاَّ يُؤْمِنُ﴾ هو المَنْهيٌّ صورةً، والمرادُ غيرُه، فهو من بابِ "لا أُرَيَنَّك هَهنا". وقيل: إنَّ صَدَّ الكافر عن التصديقِ بها سببٌ للتكذيب، فذكر السببَ ليدُلَّ على المسبَّب. والضميران في "عنها" و"بها" للساعة. وقيل: للصلاة. وقيل في "عنها" للصلاة، وفي "بها" للساعة.
قوله: ﴿فَتَرْدَى﴾ يجوزُ فيه أَنْ ينتصبَ في جوابِ النهيِ بإضمارِ "أنْ"، وأن يرتفعَ على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ تقديرُه: فأنت تَرْدَى. وقرأ يحيى "تِرْدَى" بكسر التاء. و قد تقدم أنها لغةٌ. والرَّدَى: الهلاك يقال: رَدِيَ يَرْدى رَدى.
قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّى:
٣٢٨٣ـ تنادَوْا فقالوا أَرْدَتِ الخيلُ فارساً * فقلتُ أَعَبْدُ اللهِ ذلكُمُ الرَّدِي
* ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسَى ﴾
قوله: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ﴾: "ما" مبتدأةٌ استفهامية. و"تلك" خبره. و"بيمنيك" متعلقٌ بمحذوفٍ لأنه حال كقوله: ﴿وَهَاذَا بَعْلِي شَيْخاً﴾. والعاملُ في الحال المقدرة معنى الإِشارة. وجَوَّز الزمخشريُّ أَنْ تكونَ "تلك" موصولةً بمعنى التي، و"بيمينك" صلتُها. ولم يذكر ابنُ عطية غيره، وهذا ليس مذهبَ البصريين، لأنهم لم يجعلوا من أسماءِ الإِشارة موصولاً إلاَّ "ذا" بشروطٍ ذكرْتُها أولَ هذا الكتابِ. وأمَّا الكوفيون فيُجيزون ذلك في جميعها، ومنه هذه الآيةُ عندهم أي: "وما التي بيمينك" وأنشدوا أيضاً:
٣٢٨٤ـ.................... * نَجَوْتِ وهذا تحملينَ طَليقُ
أي: والذي تحملين.
(١٠/١٩١)
---


الصفحة التالية
Icon