ونقل صاحب "اللوامح" عن مجاهد وعكرمة "وأَهُشُ" بضم الهاء وتخفيف الشين قال: "ولا أعرف لها وجهاً" إلاَّ أَنْ يكونَ قد استثقل التضعيف مع تفشِّي الشين فخفف، وهو بمعنى قراءة العامة.
وقرأ بعضهم "غَنْمي" بسكون النون ولا ينقاس. والمآرب: جمع مَأْرَبة وهي الحاجة وكذلك الإِرْبة أيضاً. وفي راء "المأربة" الحركاتُ الثلاثُ.
و"أخرى" كقوله: ﴿الأَسْمَآءَ الْحُسْنَى﴾ وقد تقدم قريباً. قال أبو البقاء: "ولو قيل "أُخَر" لكانَ على اللفظ" يعني: "أُخَر" بضمِّ الهمزة وفتح الخاء، وباللفظ لفظ الجمع. ونقل الأهوازي عن شيبة والزهري "مارب" قال "بغيرِ همزٍ" كذا أَطْلق. والمرادُ بغير همز محقق بل مُسَهَّلٌ بين بين، وإلاَّ فالحذفُ بالكليَّةِ شاذٌّ.
* ﴿ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾
قوله: ﴿تَسْعَى﴾: يجوز أن يكون خبراً ثانياً عند مَنْ يُجَوَّز ذلك. ويجوز أن يكونَ صفةً لـ"حيَّة".
* ﴿ قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا الأُولَى ﴾
قوله: ﴿سِيَرتَهَا﴾: في نصبها أوجه، أحدها: أن تكونَ منصوبةً على الظرف أي: في سيرتها أي: طريقتها. الثاني: أنها منصوبةٌ على أنها بدلٌ من ها "سنعيدها" بدلُ اشتمال؛ لأن السيرةَ الصفة أي: سنعيدها صفتها وشكلها. الثالث: أنها منصوبة على إسقاط الخافش أي: إلى سيرتها. قال الزمخشري: "ويجوز أن يكمون معفولاً، مِنْ عاد أي: عاد إليه، فيتعدَّى لمفعولَيْنِ، ومنه بيتُ زهير:
٣٢٨٥ـ................ * وعادَكَ أَنْ تُلاَقِيَها العَداءُ
وهذا هو معنى قولِ مَنْ قال: إنه على إسقاط إلى، وكان قد جَوَّز أن يكونَ ظرفاً كما تقدَّم. إلاَّ أن الشيخ ردَّه بأ، ه ظرفٌ مختص، ولا يَصِلُ إليه الفعلُ إلاَّ بواسطة "في" إلاَّ فيما شَذَّ.
والسِّيرة: فِعْلَة تدل على الهيئة من السَيْر كالرِّكْبَة من الركوب، ثم اتُّسِع فعُبِّر بها عن المذهب والطريقة. قال خالد الهُذَلي:
(١٠/١٩٣)
---


الصفحة التالية
Icon