* ﴿ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَآءِ وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
قوله: ﴿قَالَ رَبِّي﴾: قرأ الأخَوان وحفصٌ "قال" على لفظِ الخبرِ. والضميرُ للرسولِ عليه السلام. والباقون "قُلْ" على الأمرِ له.
قوله: ﴿فِي السَّمَآءِ﴾ في أوجهٌ، أحدها: أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ من القول. والثاني: أنه حالٌ من فاعل "يعلمُ". وضَعَّفَه أبو البقاء، وينبغي أَنْ يمتنعَ. والثالث: أنه متعلقٌ بـ"يَعْلَمُ"، وهو قريبٌ مِمَّا قبله. وحَذْفُ متعلَّق السميع العليم للعلمِ به.
* ﴿ بَلْ قَالُوااْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ﴾
قوله: ﴿أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ﴾: خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي: هو أضغاثُ. والجملةُ نصبٌ بالقول.
قوله: ﴿كَمَآ أُرْسِلَ﴾ يجوزُ في هذه الكاف وجهان، أحدهما: أن تكونَ في محلِّ جرٍّ نعتاً لـ"آيةٍ" أي: بآية مثلِ آيةِ إرسالِ الأوَّلين. فـ"ما" مصدريةٌ. والثاني: أن تكونَ نعتاً لمصدرٍ محذوفٍ أي: إتياناً مثلَ إرسال الأولين.
* ﴿ مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴾
قوله:﴿أَهْلَكْنَاهَآ﴾ و﴿أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: قد تقدّمَ نظيرُه.
* ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيا إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُوااْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾
قوله: ﴿نُّوحِيا إِلَيْهِمْ﴾: قرأ حفصٌ "نُوْحي" بنون العظمة مبنياً للفاعلِ أي: نوحي نحن. والباقون بالياء وفتحِ الحاء مبنياً للمفعولِ، وقد تقدَّم ذلك في يوسف. وهذه الجملةُ في محلِّ نصبٍ نعتاً لـ"رِجالاً" و "إليهم" في القراءةِ الأُوْلى منصوبُ المحلِّ. والمفعولُ محذوفٌ أي: نُوحي إليهم القرآنَ أو الذِّكْرَ، ومرفوعٌ المحلِّ في القراءةِ الثانيةِ لقيامِه مَقامَ الفاعلِ.
(١٠/٢٧٩)
---