ورُوي عن أب عمروٍ ونافع أنهما قرآ "العُمْر" بسكون العينِ وهو تخفيفٌ قياسيُّ نحوة "عُنْق" في "عُنُق". قوله: ﴿لِكَيْلاَ﴾ متعلقٌ بـ"يُرَدُّ". وتقدَّم نظيره في النحل.
و"هامدةً" نصب على الحال لأن الرؤيةَ بصريةٌ. والهُمُود: السكونُ الخُشُوع. وهَمَدَت الأرضُ: يَبِست ودَرَسَتْ. وهَمَدَ الثوبُ: بَلِي. قال الأعشى:
٣٣٧٢ـ قالَتْ قُتَيْلَةُ ما لجِسْمِكَ شاحباً * وأرى ثيابَكَ بالِياتٍ هُمَّدا
والاهتزازُ: التحرُّكُ، وتُجُوِّز به هنا عن إنباتِ الأرض نباتَها بالماء. والجمهورُ على "رَبَتْ" أي: زادَت، مِنْ رَبا يَرْبُو. وقرأ أبو جعفر وعبدالله ابن جعفر وأبو عمروٍ في رواية "وَرَبَأَت" بالهمزِ أي ارتفَعَتْ. يقال: رَبَأَ بنفسه عن كذا أي: ارتفعَ عنه. ومنه الرَّبِيئَةُ وهو مَنْ يَطْلُعُ على موضعٍ عالٍ لينظر للقوم ما يأتيهم. ويقال له "رَبِيْءٌ" أيضاً قال الشاعر:
٣٣٧٣ـ بَعَثْنا رَبِيْئاً قبلَ ذلك مُخْمِلاً * كذئب الغَضَى يمشي الضَّراء ويَتَّقي
قوله: ﴿مِن كُلِّ زَوْجٍ﴾ فيه وجهان، أحدهما: أنه صفةٌ للمفعولِ المحذوفِ تقديره: وأنبتَتْ ألواناً أو أزواجاً من كلِّ زَوْج. والثاني: أنَّ "مِنْ" زائدة أي: أنبتَتْ كلَّ زوج. وهذا ماشٍ عند الكوفيين والأخفش.
والبهيجُ: الحَسَن الذي يُسِرُّ ناظرَه. وقد بَهُجَ ـ بالضم ـ بَهاجَةً وبَهْجَة أي: حَسُن. وأبهجني كذا أي: سرَّني بحُسْنه.
* ﴿ ذالِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
(١٠/٣٥٧)
---