قوله: ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ﴾: يجوز في "الذي" الرفعُ نعتاً للذي الأولِ، أو بياناً، أو بدلاً، أو خبراً لمبتدأ محذوفٍ، أو النصبُ على المدحِ. ما بعد "نَزَّل" من تمام الصلة فليس أجنبياً، فلا يضُرُّ الفصلُ به بين والموصولِ الأولِ والثاني إذا جَعَلْنا الثاني تابعاً له.
قوله: ﴿وَخَلَقَ﴾ الخَلْقُ هنا عبارةٌ عن الإِحداثِ والتهيئةِ لِما يَصْلُح له حتى يجيءَ قولُه: ﴿فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً﴾ مفيداً؛ إذ لو حَمْلَنا ﴿خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ على معناه الأصليث من التقدير لصار الكلام: وقَدَّر كلَّ شيءٍ فقدَّره.
* ﴿ وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً ﴾
قوله: ﴿وَاتَّخَذُواْ﴾: يجوزُ أَنْ يعودَ الضميرُ على الكفارِ الذينُ يَضُمُّهم لَفْظُ "العالمين"، وأن يعودَ على مَنْ ادَّعَى للهِ شريكاً وَولداً لدلالةِ قولِه: ﴿وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ﴾، وأنْ يعودَ على المُنْذَرين لدلالة "نذيراً" عليهم.
قوله: ﴿لاَّ يَخْلُقُونَ﴾ صفةٌ لـ"آلهةً"، وغَلَّبَ العقلاءَ على غيرَهم؛ لأنَّ الكفارَ كانوا يَعْبُدون العقلاءَ كعُزَيْرٍِ والمسيح والملائكةِ وغيرِهم كالواكبِ والأصنامِ. ومعنى "لا يَخْلُقُون" لا يَقْدِرُوْن على التقدير، والخَلْقُ يُوْصَفُ به العبادُ. قال زهير:
٣٤٧١ـ وَلأَنْتَ تَفْري ماخَلَقْتَ وبَعْضُ * القوم يَخْلُقُ ثم لا يَفْري
ويقال: خَلَقْت ُ الأَديمَ أي: قدَّرْتُهُ. هذا إذا أُريد بالخَلْقِ التقديرُ. فإنْ أُريد به الإِيجادُ فلا يُوْصَفُ به غير الباري تعالى وقد تقدَّم. وقيل: بمعنى يَخْتَلِقون، كقوله: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً
.
(١١/١٤٤)
---


الصفحة التالية
Icon