٣٥٠٨ـ لقد كَذَبَ الواشُون ما فُهْتُ عندهمْ * بِسِرٍّ ولا أَرْسٍَلْتُهُمْ برسولِ
أي: برسالة، وإمَّا لأنهمام ذوا شريعةٍ واحدة فنُزِّلا منزلةَ رسول، وإمَّا لأنَّ المعنى: أنَّ كلَّ واحدٍ منا رسولٌ، وإمَّا لأنه مِنْ وَضْعِ الواحدِ موضعَ التثينةِ لتلازُمِهما، فصارا كالشيئين المتلازِمَيْن كالعينين واليدين، وحيث لم يقصِدْ هذه المعانيَ طابَقَ في قولِه: ﴿إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ
.
* ﴿ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيا إِسْرَائِيلَ ﴾
قوله: ﴿أَنْ أَرْسِلْ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ مفسِّرةً لـ"رسول" إذ قيل: بأنَّه بمعنى الرسالة، شرحا الرسالة بهذا، وبَيَّناها به. ويجوز أَنْ تكونَ المصدريةَ أي: رسولٌ بكذا.
* ﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾
قوله: ﴿وَلِيداً﴾: حال مفعول "نُرَبِّكَ" وهو فَعيل بمعنى مَفْعول. والوليد: الغلامُ تسميةً بما كان عليه.
قوله: ﴿مِنْ عُمُرِكَ﴾ حال من "سنين". وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ بسكونِ الميم تخفيفاً لـ فُعُل.
* ﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾
وقرأ "فِعْلتَك" بالكسرِ على الهيئة: الشعبيُّ لأنها نوع من القَتْلِ وهي الوَكْزَةُ. و﴿أَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ يجوز أن تكونَ حالاً، وأَن تكونَ مستأنفةً.
* ﴿ قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضَّالِّينَ ﴾
قوله: ﴿إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضَّالِّينَ﴾: إذن هنا حرفُ جوابٍ فقط. وقال الزمخشري: "إنها جوابٌ وجزاءٌ معاً" قال: "فإنْ قلتَ: إذَنْ حرفُ جوابٍ وجزاءٍ معاً، والكلامُ وقع جواباً لفرعون فيكف وقع جزاءً؟ قلت: قولُ فرعون "وفَعَلْتَ فعْلتَك" فيه معنى: أنك جازَيْتَ نعمتي بما فعلْتَ. فقال له موسى: نعم: فعلتُها مُجازياً لك تسليماً لقولِه، كأنَّ نعمتَه كانت عنده جديرةً بأَنْ تُجازَى/ بنحوِ ذلك الجزاءِ".
(١١/١٩٥)
---


الصفحة التالية
Icon