وفي الحديث: "إن كانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحِبُّ العَسَلَ" أي: ليُحبه.
* ﴿ فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ﴾
قوله: ﴿حَاشِرِينَ﴾: هو مفعولُ "أَرْسَلَ" و"حاشرين" معناه: حاشرين السحرةَ.
* ﴿ إِنَّ هَاؤُلااءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴾
قوله: ﴿إِنَّ هَاؤُلااءِ لَشِرْذِمَةٌ﴾: معمولٌ لقولٍ مضمرٍ أي: قال إنَّ هؤلاءِ. وهذا القولُ يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً أي: أَرْسَلَهم قائلاً ذلك، ويجوز أَنْ يكونَ مفسِّراً لـ أَرْسَلَ، والشِّرْذِمَةُ: الطائفةُ من الناسِ. وقيل: كلُّ بقيةٍ مِنْ شيءٍ خسيسٍ يُقال لها: شِرْذِمة، ويقال: ثوبٌ شَراذم أي: أَخْلاق، قال:
٣٥١٢ـ جاء الشتاءُ وقميصي أُخْلاقْ * شراذِمٌ يضحكُ منه الخَلاَّقْ
وأنشد أبو عبيدة:
٣٥١٣ـ [يُحْذَيْنَ] في شَراذِمِ النِّعالِ
* ﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾
قوله: ﴿حَاذِرُونَ﴾: قرأ الكوفيون وابن ذكوان "حاذِرُون" بالألفِ، والباقون "حَذِرُوْن" بدونهِا، فلقال أبو عبيدة: "هما بمعنىً واحد يُقال: رجلٌ حَذِرٌ وحَذْرٌ وحاذِرٌ بمعنىً" وقيل: بل بينهما فرقٌ. فالحَذِرُ: المُتَيَقِّظُز الحاذِرُ: الخائفُ. وقيل: الحَذِر: المخلوقُ مَجْبُولاً على الحَذَر. والحاذِرُ: ما عُرِض في ذلك، وقيل: الحَذِرُ: المُتَسَلِّح أي: له شوكةُ سلاحٍ. وأنشد سيبويهِ في إعمال حَذِر على أنه مثالُ مبالغةٍ مُحَوَّلٌ مِنْ حاذر قولَه:
٣٥١٤ـ حَذِرٌ أموراً لا تَضِيْرُ وآمِنٌ * ما ليسَ مُنْجِيَه من الأَقْدارِ
وقد زعم بعضُهم أنَّ سيبويهِ لمَّا سأله: هل تحفظُ شيئاً من إعمالَ فَعِل. صنع له هذا البيتَ. فعيب على سيبويه: كيف يأخذُ الشواهدَ الموضوعة؟ وهذا غَلَطٌ؛ فإن هذا الشخصَ قد أقرَّ على نفسِه بالكذبِ فلا يُقْدَحُ قولُه في سيبويهِ. والذي ادَّعَى أنَّه صنعَ البيتَ هو اللاحقيُّ. وحَذِر يتعدَّى بنفسه، قال تعالى: ﴿يَحْذَرُ الآخِرَةَ﴾، وقال العباس بن مرادس:


الصفحة التالية
Icon