قوله: ﴿فَانفَلَقَ﴾: قبلَه جملةٌ محذوفةٌ أي: فضربَ فانفلقَ. وزعم ابنُ عُصْفور أنَّ المحذوفَ إنما هو ضَرَبَ وفاءُ انفلقَ، وأن الفاءَ الموجودَة هي فاء "فَضَرَبَ"، بأبقى من كلٍ ما يُدْلُّ على المحذوفِ. أبقى الفاءَ مِنْ "فضرب" لِتَدُلَّ على "ضَرَبَ" وأبقى "انفلق" لِتَدُلَّ على الفاء المتصلةٍ به، وهذا كلامٌ متهافتٌ.
واختلفَ القُراء في ترقيقِ راءِ "فِرْق" عن ورشٍ لأجلِ القاف. وقُرِىء "فِلْق" بلامٍ بَدَلِ الراءِ لموافقةِ "فانفلقَ". والطَّوْدُ: الجبلُ العظيمُ/ المتطاولُ في السماءِ.
* ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ﴾
قوله: ﴿وَأَزْلَفْنَا﴾: أي: قَرَّبْنا مِنَ النجاةِ. و"ثَمَّ" ظرفُ مكانٍ بعيدٍ. و"الآخرين" هم موسى وأصحابُه، وقرأ الحسن وأبو حيوة "وزَلَفْنا" ثلاثياً، وقرأ أُبَيُّ وابن عباس وعبدالله بن الحارث بالقاف أي: أَزْلَلْنا. والمرادُ بالآخَرين في هذه القراءة فرعونُ وقومُه.
* ﴿ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴾
قوله: ﴿إِذْ قَالَ﴾ : العاملُ في "إذ" "نَبَأَ" أو اتْلُ. وقاله الحوفي. وهذا لا يتأتَّى إلاَّ على كونِ "إذ" مفعولاً به. وقيل: "إذ" بدلٌ مِنْ "نَبَأ" بدلُ اشتمالٍ. وهو يَؤُوْلُ إلى أنَّ العامَ فيه "اتْلُ" بالتأويلَ المذكورِ.
قوله: ﴿وَقَوْمِهِ﴾ لأنَّه أقربُ مذكورٍ، أي: قال لأبيه وقومِ أبيه، ويؤيِّده ﴿إِنِّيا أَرَاكَ وَقَوْمَكَ﴾، حيث أضافَ القومَ إليه.
* ﴿ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾
قوله: ﴿نَعْبُدُ أَصْنَاماً﴾: أَتَوْا في الجوابِ بالتصريحِ بالفعل ليَعْطِفُوا عليه قولَهم "فَنَظَلُّ" افتخاراً بذلك وابتهاجاً به، وإلاَّ فكان قولُهم "أصناماً" كافياً، كقوله تعالى: ﴿قُلِ الْعَفْوَ﴾ ﴿قَالُواْ خَيْراً
﴾.
* ﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴾
(١١/٢٠٤)
---