قوله: ﴿فَكُبْكِبُواْ﴾: أي: أُلْقُوا، وقُلِبَ بعضُهم/ على بعض. قال الزمخشري:"الكَبْكَبَةُ تكريرُ الكَبِّ. جَعَلَ التكريرَ في اللفظِ دليلاً على التكريرِ في المعنى". وقال ابن عطية نحوً منه، قال: "وهو الصحيحُ لأنَّ تكريرَ الفعلِ بَيِّنٌ نحو: صَرَّ وصَرصَرَ" وهذا هو مذهب الزجاج. وفي مثل هذا البناءِ ثلاثةُ مذاهبَ، أحدها: هذا. والثاني: ـ وهو مذهبُ البصريين ـ أنَّ الحروفَ كلَّها أصولٌ. والثالث ـ وهو قول الكوفيين ـ أنَّ ا لثالثَ مُبْدَلٌِ من مثلِ الثاني، فأصل كَبْكَبَ: كَبَّبَ بثلاثِ باءات. ومثلُه: لَمْلَمَ وكَفْكَفَ. هذا إذا صَحَّ المعنى بسقوطِ الثالث. فأمَّا إذا لم يَصِحَّ المعنى بسقوطِه كانَتْ كلُّها أصولاً من غيرِ خلافٍ نحو: سِمسِم وخِمْخِم.
وواو "كُبْكِبوا" قيل: للأصنام؛ إجراءً لها مُجْرى العقلاءِ. وقيل: لعابديها.
* ﴿ قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴾
قوله: ﴿وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾: جملةٌ حاليةٌ معترضةٌ بين القولِ ومعمولِه، ومعمولُه الجملةُ القسميةُ.
* ﴿ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿إِن كُنَّا لَفِي﴾ مذهبُ البَصْريين: أنَّ "إنْ" مخففة واللامَ فارقةٌ، ومذهبُ الكوفيين: أنَّ "إنْ" نافية، بمعنى "إلاَّ".
* ﴿ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
قوله: ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ﴾: "إذ" منصوبٌ: إمَّات بـ"مُبين"، وإمَّا بمحذوفٍ أي: ضَلَلْنا في وقتِ تَسْويتنا لكم بالله في العبادةِ. ويجوز على ضَعْفٍ أَنْ يكونَ معمولاً لـ"ضلال"، والمعنى عليه. إلاَّ أنَّ ضعفَه صناعيٌّ: وهو أنَّ المصدرَ الموصوفَ لا يَعْمَلُ بعد وصفِه.
* ﴿ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾
(١١/٢١٠)
---