قوله: ﴿حَمِيمٍ﴾: الحميمُ: القريبُ مِنْ قولِهم: "حامَّةُ فلانٍ" أي: خاصَّتُه. وقال الزمخشري: "الحميمُ مِنَ الاحتمامِ، وهو من الاهتمام، أو من الحامَّةِ وهي الخاصَّةُ، وهو الصديقُ الخالص" والنفي هنا يَحْتمل نفيَ الصديقِ من أصلِه، أو نفيَ صفتِه فقط فهو من باب:
٣٥٢٢ـ على لاحِبٍ لا يُهْتَدَى بمنارِه *.........................
والصديقُ: يحتمل أَنْ يكونَ مفرداَ، وأَنْ يكونَ مُسْتَعملاً للجمع، كما يُسْتعمل العدوُّ له يقال: هم صديق وهم عدو.
* ﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
قوله: ﴿فَلَوْ أَنَّ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ المُشْرَبَةَ معنى التمني، فلا جوابَ لها على المشهورِ. ويكون نصبُ "فنكونَ" جواباً للتمني الذي أَفْهَمَتْه "لو" ويجوزُ أَنْ تكونَ على بابِها، وجوابُها محذوفٌ أي: لَوَجَدْنا شُفَعاءَ وأصدقاءَ أو لَعَمِلْنا صالحاً. وعلى هذا فنَصْبُ الفعلِ بـ "أَنْ" مضمرةً عطفاً على "كَرَّةً" أي: لو أنَّ لَنا كَرَّةً فكوناً، كقولها:
٣٥٢٣ـ لَلُبْسُ عَباءةٍ وتَقَرَّ عيني *..........................
* ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾
قوله: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ﴾: إنَّما أَنَّثَ فعلَ القومِ؛ لأنه مؤنثُ بدليلِ تصغيره على قُوَيْمَة. وقيل: لأنَّه بمعنى "أُمَّة" ولمَّا كانَتْ آحادُه عقلاءَ ذكوراً وإناثاً عاد الضميرُ عليه باعتبارِ تغليبِ الذكورِ فقيل: "لهم أخوهم". وحَذَفَ مفعولَ "تتَّقون" أي: ألا تتَّقون عقابَ الله.
* ﴿ قَالُوااْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ ﴾
(١١/٢١١)
---


الصفحة التالية
Icon