قوله: ﴿وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ﴾: جملةٌ حاليةٌ مِنْ كاف "لك". وقرأ عبدالله وابن عباس وأبو حيوة "وأَتْباعُك" مرفوعاً، جمعَ تابع كصاحِب وأَصْحاب، أو تَبِيْع كشَريف وأشراف، أو تَتَبع كـ بَرَم وأَبْرام. وفي رفعه وجهان، أحدهما: أنَّه مبتدأٌ، "والأَرْذَلُون" خبرُه. والجملةُ حاليةٌ أيضاً. ، والثاني: أنه عطفٌ على الضميرِ المرفوعِ في "نُؤْمِنُ" وحَسَّن ذلك الفصلُ بالجارِّ. و"الأرذلون" صفتُه.
وقرأ اليماني: "وأتباعِك" بالجرِّ عطفاً على الكاف في "لك". وهو ضعيفٌ أو ممنوعٌ عند البصريين. وعلى هذا فيرتفع "الأَرْذَلُون" على خبر ابتداء مضمير أي: هم الأرذلون. وقد تقدَّم مادة "الأَرْذَل" في هود.
* ﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾
قوله: ﴿وَمَا عِلْمِي﴾: يجوز في "ما" وجهان، أحدهما: ـ وهو الظاهر ـ أنها استفهامية في محل رفع بالابتداء. و"علمي" خبرها. والباء متعلقة به. والثاني: أنها نافيةٌ. الباءُ متعلقةٌ بـ"عِلْمي"أيضاً. قال الحوفي، ويحتاج إلى إضمار خبر ليصير الكلامُ به جملةً.
* ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾
قوله: ﴿لَوْ تَشْعُرُونَ﴾: جوابُها محذوفٌ، ومعفولُ "تَشْعُرون" أيضاً.
وقرأ الأعْراج وأبو زرعة "لو يَشْعُرون" بياء الغَيْبة، وهو التفاتٌ. ولا يَحْسُنُ عَوْدُه على المؤمنين.
* ﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
قوله: ﴿فَتْحاً﴾: يجوز أَنْ يكونَ مفعولاً به، بمعنى المفتوحِ/، وأَنْ يكونَ مصدراً مؤكَّداً.
قوله: ﴿وَنَجِّنِي﴾ المُنَجَّى منه محذوفٌ لفهمِ المعنى أي: ممَّا يَحُلُّ بقومي. و﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بيانٌ لقولِه ﴿مَن مَّعِي﴾.
* ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾
(١١/٢١٢)
---