قوله: ﴿الْمَشْحُونِ﴾: أي المَمْلوءُ المُؤْقَرُ. يقال: شَحَنَها عليهم خَيْلاً ورِجالاً. ، والشَّحْناء: العَداوةُ؛ لأنها تملأَ الصدورَ إحَناً. والفُلْكُ هنا مفردٌ بدليلِ وَصْفِه بالمفردِ. وقد تقدَّم الكلامُ عليه في البقرة.
* ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴾
قوله: ﴿تَعْبَثُونَ﴾: جملةٌ حاليةٌ من فاعلِ "تَبْنُون". والرِّيع بكسر الراء وفتحها: جمع رَِيْعة. وهو في اللغةِ المكانُ المرتفعُ. قال ذو الرمة:
٣٥٢٤ـ طِراقُ الخَوافي مُشْرِفٌ فوقَ رِيْعَةٍ * نَدَى ليلِه في رِيْشه يَتَرَقْرَقُ
وقال أبو عبيدة: "هو الطريقُ" وأنشد للمسيَّب بن عَلَس يصفُ ظُعُناً:
٣٥٢٥ـ في الآلِ يَخْفِضُها ويَرْفَعُهما * رِيْعٌ يَلُوْحُ كأنه سَحْلُ
واختلفَ المفسِّرون في العبارة عنه على أقوالٍ كثيرةٍ. والرَّيْعُ بالفتح: ما يَحْصُل مِنَ الخَراج.
* ﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾
قوله: ﴿تَخْلُدُونَ﴾: العامَّةُ على تخفيفِه مبنياً للفاعلِ. وقتادَةُ بالتشديدِ مبنياً للمفعول. ومنه قولُ امرِىء القيس:
٣٥٢٦ـ وهَلْ يَنْعضمَنْ إلاَّ سَعِيْدٌ مُخَلَّدٌ * قليلٌ الهُمومِ ما يَبِيْتُ بأَوْجالِ
و"لَعَلَّ" هنا على بابِها. وقيل: للتعليل. ويؤيِّده قراءةُ عبدِ الله "كي تَخْلُدون" فقيل: للاستفهام، قال زيد بن علي. وبه قال الكوفيون. وقيل: معناها التشبيهُ أي: كأنكم تَخْلُدُون. ويؤيِّدُه ما في حرفِ أُبَيّ "كأنكم تَخْلُدون". وقُرِىء "كأنَّكم خالِدُون". وكم مَنْ نَصَّ عليها أنَّها تكونُ للتشبيهِ.
والمصانِعُ: جمعُ مَصْنَعَة، وهي بِرَكُ الماء. وقيل: القصور. وقيل: بُروجُ الحَمام.
* ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾
قوله: ﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ﴾: أي: وإذا أَرَدْتُمْ. وإنما احْتَجْنا إلى تقديرِ الإِرادة لئلا يَتَّحد الشرطُ والجزاءُ. و"جَبَّارِين" حالٌ.
(١١/٢١٣)
---