* ﴿ وَاتَّقُواْ الَّذِيا أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾
* ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾
قوله: ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ﴾: فيه وجهان، أحدهما: أنَّ الجملةَ الثانيةَ بيانٌ للأولى، وتفسيرٌ لها. والثاني: أَنَّ "بأَنْعامٍ" بدلٌ مِنْ قولِه: ﴿بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ باعادةِ العاملِ كقولِه ﴿اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً﴾ قال الشيخ: "والأكثرون لا يَجْعَلُون هذا بدلاً، وإنما يَجْعلونه تكريراً وإما يَجْعلون بدلاً بإعادةِ العاملِ إذا كانَ حرفَ جرّ مِنْ غيرِ إعادةِ متعلِّقِه نحو: "مَرَرْتُ بزيدٍ بأخيكَ" ولا يقولون: "مَرَرْت بزيدٍ، مررتُ بأخيك" على البدل".
* ﴿ قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾
قوله: ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾: معادِلٌ لقولِه: ﴿أَوَعَظْتَ﴾، وإنما أتى المعادِلِ كذا، دونَ قولِه: "أم لم تَعِظْ" لتواخي القوافي، وأَبْدَى له الزمخشريُّ معنىً فقال: وبينهما فرقٌ، لأنَّ المعنى: سَواءٌ علينا أَفَعَلْتَ هذا الفعلَ ـ الذي هو الوعظُ ـ أم لم تَكُنْ أصلاً مِنْ أهلِه ومباشرَتِه، فهو أبلغُ في قِلَّةِ اعْتِدادِهم بوَعْظِه. مِنْ قولِك: أَمْ لم تَعِظْ".
وقرأ العامَّةُ "أَوَعَظْتَ" باظهارِ الظاءِ قبل التاءِ، ورُوِيَ عن أبي عموروٍ والكسائيِّ وعاصمٍ، وبها قرأ الأعمش وابن محيصن بالإِدْغامِ، وهي ضعيفةٌ؛ لأنَّ الظاءَ أقوى ولا يُدْغَمُ الأقوى في الأضعفِ، على أنَّه قد جاء من هذا في القرآنِ العزيزِ أشياءُ متواترةٌ يجبُ قَبولُها نحو: ﴿زُحْزِحَ عَنِ﴾ و﴿لَئِن بَسَطتَ
﴾.
* ﴿ إِنْ هَاذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ ﴾
(١١/٢١٤)
---