قوله: ﴿إِلاَّ خُلُقُ﴾: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بفتحِ الخاءِ وسكونِ اللامِ. والباقون بضمَّتين، فقيل: معناهما الاختلاقُ وهو الكَذِبُ. وكذا قرأ بانُ مسعودٍ. وقيلأ: ما نحن فيه من البِنْية حياةٌ وموتٌ هو خُلُقُ الأوَّلينَ وعادَتُهُم. وروى الأصمعيُّ عن نافعٍ، وبها قرأ أبو قلابة، بضمِّ الخاءِ وسكونِ اللام وهي تخفيفُ المضمومَةِ.
* ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾
قوله: ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾: بدلٌ مِنْ "فيما ههنا" بإعادةِ العاملِ؛ فَصَّل بعدما أَجْمَلَ كما في الآيةِ قبلَها. و"ما" موصولةٌ، وظرفُ المكان صلتُها.
* ﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾
قوله: ﴿وَنَخْلٍ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ من بابِ ذِكْرِ الخاص بعد العامِّ؛ لأنَّ الجناتِ تشمَل النخلَ، ويجوزَ أَنْ يكونَ تكريراً للشيءِ الواحدِ بلفظٍ آخَرَ، فإنَّهم يُطْلِقُوْن الجنةَ ولا يريدونَ إلاَّ النخلَ. قال زهير:
٣٥٢٧ـ كأنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ * من النَّواضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقا
وسُحُقاً: جمعُ "سَحُوْق" ولا يُوْصَفُ به إلاَّ النخلُ والطَّلْعُ الكُفُرَّى، وهو عُنقودُ التَّمْرِ قبل خروجهِ من لكُمِّ. ، قال الزمخشري: "الطَّلْعَةُ: هي التي تَطْلُع من النخلةِ كنَصْلِ السيفِ، في جَوْفه شماريخُ القِنْو. والقِنْو هو اسمٌ للخارج من الجِذْعِ كما هو بُعْرَجُوْنِه". والهَضِيْمُ: اللطيفُ، مِنْ قولهم: "كَشْحٌ هضميٌ". وقيل المتراكِبُ.
* ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ ﴾
قوله: ﴿وَتَنْحِتُونَ﴾ العامَّةُ على الخطابِ وكسرِ الحاءِ. والحسنُ وعيسى وأبو حيوة بفتحها، وعن الحسن أيضاً "تَنْحاتون" بألفٍ للإِشباعِ، وعنه وعن أبي حيوة "يَنْحِتُون" بالياء مِنْ تحتُ. وقد تَقَدَّم ذلك كلُّه في الأعراف.
(١١/٢١٥)
---


الصفحة التالية
Icon