قوله: ﴿فَارِهِينَ﴾ قرأ الكوفيون وابنُ عامر "فارِهيْنَ" بالألف كما قرؤوا "حاذِرون" بها والباقونَ "فَرِهين" بدون ألف، كما قرؤوا "حَذِرُون" بدونِها. والفَراهَةُ: النشاطُ والقوةُ. وقيل: الحذِْقُ. يقال: دابَّة فارِهٌ، ولا يقال: فارِهَة، وقد فَرُه يَفْرُه فَراهة.
* ﴿ قَالَ هَاذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾
قوله: ﴿لَّهَا شِرْبٌ﴾: صفةٌ لـ"ناقَةٌ". ويجوزُ أَنْ يكونَ الوصفُ وحدَه الجارَّ والمجرورَ و"شِرْبٌ" فاعلٌ به لاعتمادِه. وقرأ ابن أبي عبلة "شُرْبٌ" بالضمِّ فيهما. والشِّرْبُ: ـ بالكسرِ ـ النصيبُ كالسِّقْيِ، وبالضمِّ المصدرُ.
* ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾
قوله: ﴿لِعَمَلِكُمْ﴾: كقولِه: ﴿إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ وقد تقدَّم. وقيل: "من القالِيْن" صفةٌ لخبرٍ محذوفٍ. وهذا الجارُّ متعلِّقٌ به. أي: إنِّي قالٍ لِعلمكم من القالِيْنَ.
* ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾
قوله: ﴿فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ﴾: المخصوصُ بالذمِّ محذوفٌ أي: مَطَرهم. والقالي: المُبْغِضُ. يقال: قَلاه يَقْليه قِلَىً ويَقْلاه، وهي شاذَّة. قال:
٣٥٢٨ـ وتَرْمِيْنَنِيْ بالطَّرْفِ أي: أنتَ مُذْنِبٌ * وتَقْلِينني لكنَّ إياكِ لا أَقْلي
وقال آخر:
٣٥٢٩ـ واللهِ ما فارَقْتُكم عَنْ قِلَىً لكمْ * ولكنَّ ما يُقْضَى فسوفَ يكونَ
واسمُ المفعولِ منه: مَقْلِيّ. والأصلُ مَقْلُوْي. فأُدْغِمَ كـ مَرْمِيّ قال:
٣٥٣٠ـ..................... * وَلسْتُ بمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالِ
أي: لا يَبْغُضُني غيري ولا أَبْغَضُه. وغَلِط بعضُهم فَجَعَلَ ذلك مِنْ قولهم قلا اللحمَ أي: شواه، فكأنه: قلا كَبِدَه بالبُعْض. ووَجْهُ الغَلَظِ: أنَّ هذا من ذواتِ الياءِ، وذَلك من ذواتِ الواوِ. ويُقال: قلا اللحمَ يَقْلُوه قَلْواً فهو قالٍ كغازٍ، ومَقْلُوٌّ.
(١١/٢١٦)


الصفحة التالية
Icon