وقال المهدَوِيُّ: "الجِبْلُ والجَبْلُ والجُبْلُ لغاتٌ، وهو الجمعُ الكثيرُ العددِ من الناس. وقيل: الجِبِلَّةُ مِنْ قولِهم: جُبِل على كذا أي: خُلِق وطُبِع عليه. وسيأتي في يس إنْ شاء الله تعالى تمامُ الكلامِ على ذلك عند قولهِ: ﴿مِنْكُمْ جِبِلاًّ﴾ واختلافُ القراء فيه.
* ﴿ وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾
قوله: ﴿وَمَآ أَنتَ﴾: جاء في قصةِ هود "ما أنت" بغير واو هنا "وما أنت" بالواو، فقال الزمخشري: "إذا دَخَلَتْ الواوُ فقد قُصِدَ مَعْنيان كلاهما مخالِفٌ للرسالةِ عندهم: التسخيرُ والبَشَريَّةُ، وأنَّ الرسولَ لا يجوزُ أَنْ يكونَ مُسَخَّراً ولا بَشَراً. وإذا تُرِكَتِ الواوُ فلم يُقْصَدْ إلاَّ معنىً واحدٌ وهو كونُه مُسَخَّرا، ثم قَرَّر بكونِه بشراً". وتقدَّم الخلافُ في "كِسَفاً" واشتقاقُه في الإِسراء.
* ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ﴾: الهاءُ تعودُ على القرآنِ، وإن يَجْزِ له ذِكْرٌ للعِلْمِ به. وتنزيل بمعنى مُنَزَّل، أو على حَذْفِ مضافٍ أي: ذو تنزيل.
* ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ﴾
قوله: ﴿نَزَلَ﴾: قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص "نَزَل" مخففاً. و﴿الرُّوحُ الأَمِينُ﴾ مرفوعان على إسنادِ الفعلِ للروحِ، والأمينُ نعتُه، والمرادُ به جبريل. وباقي السبعة بالتشديدِ مبنياً للفاعل، وهو اللهُ تعالى. "الروحَ الأمينَ" منصوبان على المفعولِ. و"الروحُ الأمينُ" مرفوعان على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. و"به" إمَّا متعلِّقٌ بـ"نَزَلَ" أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ.
* ﴿ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾
(١١/٢٢٢)
---


الصفحة التالية
Icon