أي: عني، وبمعنى الباء: "حقيقٌ على ألاَّ أقولَ" أي بأَنْ، وبمعنى في: ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَّ أَقُولَ﴾ أي: في ملك، والمصاحبة نحو: ﴿مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ نحو: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى﴾ والتعليل نحو: ﴿وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ أي: لأجل هدايته إياكم، وبمعنى مِنْ: ﴿حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ﴾ أي: إلا من أزواجهم، والزيادة كقوله:
٧٨- أبى الله إلاَّ أنَّ سَرْحَةَ مالكٍ * على كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ تَرُوقُ
لأن "تروق" يتعدَّى بنفسه، ولكلِّ موضعٍ من هذه المواضع مجالٌ للنظر.
وهي مترددةٌ بين الحرفية والاسمية، فتكونُ اسماً في موضعين، أحدُهما: أَنْ يدخلَ عليها حرفُ الجر كقوله:
٧٩- غَدَتْ مِنْ عليه بعد ما تَمَّ ظِمْؤُها * تَصِلُ وعن قَيْضٍ بزَيْزَاءَ مَجْهَلِ
ومعناها من فوق، أي من فوقه، والثاني: أن يُؤَدِّيَ جَعْلُها حرفاً إلى تعدِّي فعلِ المضمرِ المنفصل إلى ضميرِه المتصلِ في غيرِ المواضعِ الجائزِ فيها ذلك كقوله:
٨٠- هَوِّن عليكَ فإنَّ الأمورَ * بكفِّ الإلهِ مقاديرُها
ومثلُها في هذين الحكمين: عَنْ، وستأتي إن شاء الله تعالى.
وزعم بعضُهم أنَّ "على" مترددة بين الاسم والفعل والحرف: أمَّا الاسمُ والحرفُ فقد تقدَّما، وأمَّا الفعلُ قال: فإنك تقول: "علا زيدٌ" أي ارتفع وفي هذا نظرٌ، لأنَّ "على" إذا كان مشتقٌ من العلوِّ، وإذا كان اسماً أو حرفاً فلا اشتقاقَ له فليس هو ذاك، إلا أنَّ هذا القائلَ يَرُدُّ هذا النظرَ بقولهم: إن خَلاَ وعدا مترددان بين الفعلية والحرفية، ولم يلتفتوا إلى هذا النظر.
(١/٤٥)
---


الصفحة التالية
Icon