(١١/٢٦١)
---
٣٥٦٣ـ ألا يا اسلمي ذاتَ الدَّماليجِ والعِقْدِ * وذَاتَ اللِّثاثِ الجُمِّ والفاحِمِ الجَعْدِ
وقوله:
٣٦٤ـ ألا يا اسْلمي يا هندُ هندَ بني بدرٍ * وإن كان حَيَّانا عِداً آخرَ الدهرِ
وقوله:
٣٥٦٥ـ ألا يا اسْقِياني قبلَ حَبْلِ ابي بكرِ * لعل منايا نا قَرُبْنَ ولا نَدْري
وقوله:
٣٥٦٦ـ ألا يا اسْقِياني قبلَ غارةِ سِنْجالِ *............................
وقوله:
٣٥٦٧ـ فقالَتْ ألا يا اسْمَعْ أَعِظْكَ لخُطْبةٍ * فقلتُ: سَمِعْنا فانْطِقي وأَصِيْبي
وقد جاءَ ذلك، وإنْ لم يكنْ قبلَها "ألا" كقوله:
٣٥٦٨ـ يا دارَ هندٍ يا اسْلَمي ثُمَّ اسْلَمي * بِسَمْسَِمٍ أو عَنْ يمين سَمْسَِمِ
فقد عَرَفْتَ أنَّ قراءةَ الكسائيِّ قويةٌ لكثرةٍ دَوْرِها في لغتهم.
وقد سُمع ذلك في النثر، سُمِع بعضُهم يقول: ألا يا ارحموني، ألا يا تَصَدَّقوا علينا. وأمَّا قولُ الأخرِ:
٣٥٦٩ـ يا لعنةَ اللهِ والأقوامِ كلِّهمُ * والصالحينَ على سَمْعانَ مِنْ جارِ
فيُحتمل أَنْ تكونَ يا للنداء، والمنادى محذوف، وأَنْ تكونَ للتنبيهِ وهو الأرجحُ لِما مَرَّ.
واعلمْ أن الكسائيَّ الوقفُ عنده على "يَهْتَدون" تامٌّ.
وله أن يَقِفَ على "ألا يا " معاً ويَبْتَدىءَ "اسْجُدوا" بهمزة مضمومةٍ، وله أَنْ يقفَ على "ألا" وحدَها، وعلى "يا" وحدَها؛ لأنهما حرفان منفصِلان. وهذان الوقفان وقفا اختبارٍ لا اختيارٍ؛ لأنهما حرفان لا يَتِمُّ معناهما، إلاَّ يتصلان به، وإنما فعله القراءُ امتحاناً وبياناً. فهذا توجيهُ قراءةٍ الكسائيِّ، والخطبُ فيها سَهْلٌ.
(١١/٢٦٢)
---