وقرأ أُبَيُّ "أَنْ دَمَّرْناهم" وهي أَنْ المصدريةُ التي يجوزُ أَنْ تَنْصِبَ المضارعَ، والكلامُ فيها كالكلامِ على "أنَّا دَمَّرْناهم". وأمَّا قراءةُ الباقين فعلى الاستئنافِ، وهو تفسيرٌ للعاقبةِ. و"كان" يجوز فيها التمامُ والنقصانُ والزيادةُ. وكيف وما في حَيِّزها في محلِّ نصب على إسقاطِ الخافض، لأنه مُعَلِّق للنظرِ.
و"أَجْمعين" تأكيدٌ للمعطوفِ والمعطوفِ معاً.
* ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوااْ إِنَّ فِي ذالِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾
قوله: ﴿خَاوِيَةً﴾: العامَّةُ على نصبِها حالاً. والعاملُ فيه معنى اسمِ الإِشارة. وقرأ عيسى "خاويةٌ" بالرفع: إمَّا على خبر "تلك" "بيوتُهم" بدلٌ مِنْ "تلك"، وإمَّا خبرٌ ثانٍ و"بيوتُهم" خبرٌ أولُ، وإمَّا على خبرِ مبتدأ محذوف أي: هي خاويةٌ، وهذا إضمارٌ مُسْتَغْنَى عنه. و﴿بِمَا ظَلَمُوااْ﴾ متعلقٌ بـ"خاوية"/ أي: بسببِ ظُلْمهم.
* ﴿ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾
قوله: ﴿وَلُوطاً﴾: إمَّا منصوبٌ عطفاً على "صالحاً" أي: وَأَرْسَلْنا لُوْطاً، وإمَّا عطفاً على الذين آمنوا أي: وأَنْجَيْنام لوطاً، وإمَّا بـ"اذْكُرْ" مضمرةً.
قوله: ﴿إِذْ قَالَ﴾: بدلٌ اشتمالٍ مِنْ "لوطاً". وتقدَّم نظيرُه في مريم وغيرِها.
* ﴿ أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾
قوله: ﴿شَهْوَةً﴾: مفعولٌ مِنْ أَجْله، أو في موضعِ الحالِ، وقد تقدَّم.
* ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوااْ أَخْرِجُوااْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾
(١١/٢٨٧)
---


الصفحة التالية
Icon