قوله: ﴿عَن ضَلالَتِهِمْ﴾ فيه وجهان، أحدهما: أنه متعلق بـ"يَهْدي". وعُدِّي بـ"عن" لتضمُّنِه معنى يَصْرِفهم. والثاني: أنه متعلقٌ بالعُمْي لأنَّك تقول: عَمِيَ عن كذا، ذكره أبو البقاء.
* ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ ﴾
قوله: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ﴾: أي: مضمونُ القول، أو أَطْلَقَ المصدرَ على المفعولِ أي: المَقُوْلُ.
قوله: ﴿تُكَلِّمُهُمْ﴾ العامَّةُ على التشديد. وفيه وجهان، الأظهر: أنه من الكلامِ والحديث، ويؤيِّده قراءةُ أُبَيٍّ "تُنَبِّئُهم" وقراءةُ يحيى بن سَلام "تُحَدِّثُهم" وهما تفسيران لها. والثاني: "تَجْرَحُهم" ويَدُلُّ عليه قراءةُ ابنعباس وابن جبير ومجاهد وأبي زُرْعَةَ والجحدري "تَكْلُمُهم" بفتحِ التاءِ وسكونِ الكافِ وضمِّ اللامِ من الكَلْمِ وهو الجُرْحُ. وقد قُرِىء "تَحْرَحُهم" وفي التفسير أنها تَسِمُ الكافَر.
قوله: ﴿أَنَّ النَّاسَ﴾ قرأ الكوفيون بالفتح، والباقون بالكسرِ، فأمَّا الفتحُ فعلى تقديرِ الباءِ أي: بأنَّ الناسَ. ويدلُّ عليه التصريحُ بها في قراءةِ عبدِ الله "بأنَّ الناسَ". ثم هذه الباء تُحتملُ أَنْ تكونَ مُعَدِّيَةً، وأن تكونَ سببيةً، وعلى التقديرين: يجوزُ أَنْ يكونَ "تُكَلِّمهم" بمعنَيَيْه من الحديثِ والجَرْح أي: تُحَدِّثهم بأنَّ الناسَ أو بسببِ أنَّ الناسَ، أو تجرَحهم بأنَّ الناس أي: تَسِمثمهم بهذا اللفظِ، أو تَسِمُهم بسبب انتفاءِ الإٍِيمانِ.
(١١/٢٩٩)
---