وقرأ أبو حيوةَ "أَمَا" بتخفيفِ الميمِ، جَعَلَ همزةَ الاستفهامِ داخلةً على اسمِه تأكيداً كقولِه:
٣٥٨٢ـ....................... * أهَلْ رَأَوْنا بوادي القُفِّ ذي الأَكَمِ
* ﴿ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ ﴾
قوله: ﴿بِمَا ظَلَمُواْ﴾: أي: بسببِ ظُلْمِهم. ويَضْعُفُ جَعْلُ "ما" بمعنى الذي.
* ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا الْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾
قوله: ﴿لِيَسْكُنُواْ فِيهِ﴾: قيل: قد حُذِفَ من الأولِ ما أُثْبت نظيرُه في الثاني، ومن الثاني ما أُثبتْ نظيرهُ في الأولِ؛ إذ التقديرُ: جَعَلْنا الليلَ مُظْلماً/ لِيَسْكنوا فيه، والنهارَ مُبْصِراً ليَتَصَرَّفوا فيه. فحذف "مُظْلِماً" لدلالةِ "مُبْصِراً"، و"لِيتصَرَّفوا" لدلالة "لَيَسْكُنُوا". وقولُه "مُبْصراً" كقولِه: ﴿آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ وتقدَّمَ تحقيقه في الإِسراء. قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: ما للتقابلِ لم يُراعَ في قولِه: "لِيَسْكُنوا" و"مُبْصِراً" حيث كان أحدُهما علةَ والآخرُ حالاً؟ قلت: هو مُراعَى من حيث المعنى، وهكذا النظمُ المطبوعُ غيرُ المتكلِّفِ".
* ﴿ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾
قوله: ﴿فَفَزِعَ﴾: دونَ فَيَفْزعُ؛ لتحقُّقِه كقوله: ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ﴾ و ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ
﴾. قوله: ﴿أَتَوْهُ﴾ قرأ حمزة وحفص "أَتَوْه" فعلاً ماضياً. ومفعولُه الهاءُ. والباقون "آتُوْه" اسمَ فاعلٍ مضافاً للهاءِ. وهذا حَمْلٌ على معنى "كُل" وهي مضافةٌ تقديراً أي: وكلَّهم. وقرأ قتادةُ "أتاه" مُسْنداً لضميرِ "كُل" على اللفظِ، ثم حُمِلَ على معناها فقرأ "داخِرين". والحسن والأعرج "دَخِرين" بغير ألفٍ.
(١١/٣٠١)
---