---
قوله: ﴿يَسْتَضْعِفُ﴾ يجوزُ فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنه مستأنِفٌ، بيانٌ بحالِ الأهل الذين جَعَلهم فِرَقاً وأصنافاً. والثاني: أنه حالٌ مِنْ فاعلِ "جَعَل" أي: جعَلَهم كذا حالَ كونِه مُسْتَضْعِفاً طائفةً منههم. الثالث: أنه صفةٌ لـ"شِيَعاً".
قوله: ﴿يُذَبِّحُ﴾ يجوزُ فيه ثلاثةُ الأوجهِ: الاستئنافُ تفسيراً لـ"يَسْتَضْعِفُ"، أو الحالٌ مِنْ فاعِله، أو صفةٌ ثانيةٌ لطائفة. والعامَّةُ على التشديدِ في "يُذَبِّح" للتكثير. وأبو حيوة وابن محيصن "يَذْبَحُ" مفتوحَ والباءِ مضارعَ "ذَبَحَ" مخففاً.
* ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾
قوله: ﴿وَنُرِيدُ﴾: فيه وجهان، أظرُهما: أنه عطفٌ على قولِه: إنَّ فرعونَ"، عطفَ فعليةٍ على اسميةٍ، لأنَّ كلتيهما تفسيرٌ للنبأ. والثاني: أنَّها حالٌ مِنْ فاعلِ "يَسْتَضْعِفُ". وفيه ضعفٌ من حيث الصناعةُ، ومن حين المعنى. أمَّا الصناعةُ فلكونِه مضارعاً مُثْبتاً فحقُّه أن يتجرَّد مِن الواوِ. وإضمارُ مبتدأ قبلَه أي: ونحن نريدُ كقولِه:
٣٥٨٤ـ........................ *..................... وأرْهَنُهُمْ مالِكاً
تكلُّفٌ لا حاجةَ إليه. وأمَّا المعنى فكيف يَجْتمع استضعافُ فرعونَ وإرادةُ المِنَّةِ من اللهِ؟ لأنه متى مَنَّ الله عليهم تَعَذَّرَ استضعافُ فرعونَ إياهم. وقد أُجيب عن ذلك. بأنَّه لمَّا كانت المِنَّةُ بخلاصِهِم مِنْ فرعونَ سريعةَ الوقوعِ، قريبتَه، جُعِلَتْ إرادةُ وقوعِها كأنها مقارِنَةٌ لاستضعافِهم.
* ﴿ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ ﴾
قوله: ﴿وَنُمَكِّنَ﴾: العامَّةُ على ذلك مِنْ غير لامِ علةٍ. والأعمش "ولِنُمَكِّنَ" بلامِ العلةِ، ومتعلَّقُها محذوفٌ أي: ولنمكِّنَ فَعَلْنا ذلك.
(١١/٣٠٥)
---


الصفحة التالية
Icon