* ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾
قوله: ﴿وَلاَ تَحْزَنَ﴾: عطفٌ على "تَقَرَّ". ودمعةُ الفرحِ قارَّةٌ، ودمعة التَّرَحِ حارَّة. قال أبو تمام:
*٣٥٨٦ـ فأمَّا عيونُ العاشِقين فَأُسْخِنَتْ * وأمَّا عيونُ الشامتينَ فَقَرَّتِ * وقد تقدَّم تحقيقُ هذا في مريم.
* ﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَاذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَاذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَاذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴾
قوله: ﴿عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ﴾: في موضع الحال [إمَّا] من الفاعل: كائناً على حين غَفْلَةٍ ِأي: مُسْتَخْفِياً، وإمَّا من المفعول. وقرأ أبو طالبٍ القارىء "على حينَ" بفتح النون. وتكلَّف الشيخُ تخريجَها على أنه حَمَلَ المصدرَ على الفعل في أنه إذا أضيف الظرفُ إليه جاز بناؤه على الفتح كقوله:
٣٥٨٧ـ على حينَ عاتَبْتُ المشيب على الصِّبا *....................
و"مِنْ أهلِها" صفةٌ لـ"غَفْلَة" أي: صادرةٍ من أهلها.
قوله: ﴿يَقْتَتِلاَنِ﴾ صفةٌ لـ"رجلين". وقال ابن عطية: "حال منهما" وسيبويه وإنْ كان جَوَّزَها مِن النكرة/ مُطْلقاً. إلاَّ أنَّ غيرَه ـ وهم الأكثرون ـ يَشْتَرِطون فيها ما يُسَوِّغُ الابتداءَ بها، وقرأ نعيم بن ميسرة "يَقَتِّلان" بالإِدغام نَقَلَ فتحَة التاءِ الأولى إلى القافِ وأدغمَ.
قوله: ﴿هَاذَا مِن شِيعَتِهِ﴾ متبدأٌ وخبرٌ في موضعِ الصفةِ لـ"رجلين" أو الحالِ من الضمير في "يَقْتَتِلان" وهو بعيدٌ لعدمِ انتقالها.
(١١/٣١٠)
---


الصفحة التالية
Icon