٣٥٩٠ـ لَنْ تَزالُوا كذلِكُمْ ثُمَّ لا زِلْتَ * لهمْ خالِداً خُلُوْدَ الجبالِ
وليس فيهما دلالةٌ لظهورِ النفيِ فيهما مِنْ غيرِ تقديرِ دعاءٍ، وإنْ كان في البيت أقوى.
* ﴿ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴾
قوله: ﴿خَآئِفاً﴾: الظاهرُ أنه خبرُ "أَصْبح" و "في المدينة" [متعلِّقٌ] به. ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً، والخبرُ "في المدينة". ويَضْعُفُ تمامُ "أصبحَ" أي: دَخَل في الصباح.
قوله: ﴿يَتَرَقَّبُ﴾ يجوزُ أَنْ يكونَ خبراً ثانياً، وأَنْ يكونَ حالاَ ثانيةً، وأن يكونَ بدلاً من الحالِ الاولى، أو الخبر الأول، أو حالاً من الضميرِ في "خائفاً" فتكونُ متداخلةً. ومفعولُ "يترقَّبُ" محذوفٌ، أي: يترقَّبُ المكروهَ، أو الفرَرَجَ، أو الخبر: هل وصل لفرعونَ أم لا؟
قوله: ﴿فَإِذَا الَّذِي﴾ "إذا" فجائيةٌ. و"الذي" مبتدأ. وخبره: إمَّا "إذا"، فـ "يَسْتَصْرِخُه" حالٌ، وإمَّا "يَسْتَصْرِخُه" فـ"إذا" فَضْلةٌ على بابها. و"بالأمس" معربٌ؛ لأنه متى دَخَلَتْ عليه أل وأُضيفَ أُعْرِبَ، ومتى عَرِيَ منهما فحالُه معروفٌ: الحجازُ تَبْنيه، والتميميُّون يَمْنعوننه الصرفَ كقولِه:
٣٥٩١ـ لقد رَأَيْتُ عَجَباً مُذْ أَمْسا
على أنَّه قد يُبْنَى مع أل نُدوراً، كقوله:
٣٥٩٢ـ وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأمسِ قبلَه * إلى الشمسِ حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ
يُرْوَى بكسر السين.
قوله: ﴿قَالَ لَهُ مُوسَى﴾ الضميرُ: قيل: للإِسرائيليِّ؛ لأنه كان سبباً في الفتنةِ الأولى. وقيل: للقبطيِّ.
* ﴿ فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يامُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴾


الصفحة التالية
Icon