(١١/٣١٢)
---
قوله: ﴿فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ﴾: الظاهرُ أنَّ الضميرَيْن لموسى. وقيل: للإِسائيليِّ والعدوُّ هو القِبْطي. والضميرُ في "قال يا موسى" للإِسرائيليِّ، كأنه تَوَهَّم مِنْ مُوْسى مُخاشَنَةً، فمِنْ ثَمَّ قال كذلك، وبهذا فشا خبرُه، وكان مِشْكوكاً في قاتِله.
و"أنْ" تَطَّرِدُ زيادتُها في موضعين، أحدُهما: بعد "لَمَّا" كهذِه. والثاني قبل "لو" مسبوقةً بقَسَمٍ كقولِه:
٣٥٩٣ـ أَمَا واللهِ أنْ و كنتُ حُرّاً *....................
[وقولِه]:
٣٥٩٤ـ فَأُقْسِمُ أَنْ لو التَقَيْنَا وأنتُمُ * لكان لنا يومٌ مِنْ الشَّرِّ مُظْلِمُ
والعامَّةُ على "يَبْطِشُ" بالكسرِ. وضَمِّها أبو جعفر.
* ﴿ وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾
قوله: ﴿يَسْعَى﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ صفةً، وأَنْ يكونَ حالاً؛ لأنَّ النكرةَ قد تَخَصَّصَتْ بالوصفِ بقولِه: ﴿مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ فإن جَعَلتْ "مِنْ أَقْصَى" متعلقاٌ بـ"جاء" فـ"يَسْعَى" صفةٌ ليس إلاَّ. قاله الزمخشري، بناءً منه على مذهب الجمهورِ وقد تقدَّم/ أنَّ سيبويه يجيز ذلك مِ، ْ غيرِ شرطٍ. وفي آية يس تقدَّم "مْن أقصى" على "رجل" لأنَّه لم يكنْ مِنْ أقصاها، وإنما جاء منه، وهنا وصَفَه بأنه مِنْ أقصاها، وهما رجالان مختلفان وقِصَّتان متباينتان.
قوله: ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾ أي: يَتَآمَرُوْنَ بمعنى يَتشاورون، كقولِ النِّمِر ابنِ تَوْلب:
٣٥٩٥ـ أرى الناسَ قد أَحْدَثُوا شِيْمَةً * وفي كلِّ حادثةٍ يُؤْتَمَرْ
وعن ابن قتيبة: يأمرُ بعضُهم بعضاً. أخذَه مِنْ قولِه تعالى: {وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ


الصفحة التالية
Icon