وقال الزمخشري هنا: "فإنْ قلتَ: لِمَ سُمِّيَتِ الحُجَّةُ بُرْهاناً؟ قلت: لبياضِها وإنارتِها، مِنْ قولِهم للمرأةِ البيضاء "بَرَهْرَهَةُ" بتكريرِ العين واللام. والدليلُ على زيادةِ النون قولهم: أَبْرَهَ الرجلُ إذا جاء بالبُرْهان. ونظيرُه تسميتُهم إياها سُلْطاناً، من السَّليطِ وهو الزيتُ لإِنارتِها".
قوله: ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ متعلقٌ بمحذوفٍ فقدَّره أبو البقاء "مُرْسَالا إلى فرعونَ" وغيرُه: اذهَبْ إلى فرعون. وهذا المقدَّرُ ينبغي أن يكونَ حالاً مِنْ "برهانان" أي: مُرْسَالاً بهما إلى فرعونَ. والعاملُ في هذه الحالِ ما في اسمِ الإِشارةِ.
* ﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّيا أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ﴾
قوله: ﴿هُوَ أَفْصَحُ﴾: الفَصاحَةُ لغةً: الخُلوصُ. ومِنْه فَصُحَ اللبنُ وأَفْصَحَ فهو مُفْصِحٌ وفَصيح أي: خَلَصَ من الرَّغْوَة. ورُوِي/ قولُهم:
٣٦٠٦ـ.................... * وتحتَ الرَّغْوَةِ اللبنُ الفَصيحُ
ومنه فَصُحَ الرجل: جادَتْ لغُته. أَفْصَحَ: تكلَّم بالعربية. وقيل: بالعكس. وقيل: الفصيح الذي يَنْطِقُ. والأعجمُ: الذي لا ينطقُ. وعن هذا اسْتُعير أَفْصَح الصبح ِأي: بدا ضَوْءُه. وأفصح النصرانيُّ: دنا فِصْحُه بكسرِ الفاءِ وهو عيدٌ لهم. وأمَّا في اصطلاحِ أهل البيانِ فيه خُلُوصُ الكلمة من تنافرِ الحروفِ كقوله: "تَرْعَى الهِعْخِع". ومن الغرابةِ. كقوله:
٣٦٠٧ـ.............. ومَرْسِناً مُسَرَّجاً
ومِنْ مخالفةِ القياس اللغوي كقوله:
٣٦٠٨ـ.............. العَليِّ الأَجْلَل
وخُلوصُ الكلام من ضعفِ التأليف كقوله:
٣٦٠٩ـ جزى ربُّه عني عَدِيَّ بنَ حاتمٍ *...........................
ومن تنافرِ الكلماتِ كقولهِ:
٣٦١٠ـ وقبرُ حربٍ بمكانٍ قَفْرِ * وليسَ قربَ قبرِ حَرْبٍ قبرُ
(١١/٣٢٣)
---


الصفحة التالية
Icon