(١١/٣٩٥)
---
قوله: "بغير عِلْمٍ" حالٌ أي: يشتري بغيرِ علمٍ بأحوالِ التجارة حيث اشترى ما يَخْسَرُ فيه الدارَيْنِ.
قوله: وَيَتَّخِذَها" قرأ الأخوانَ وحفصٌ بالنصب عطفاً على "لِيُضِلَّ" فهو علةٌ كالذي قبلَه. والباقون بالرفع عطفاً على "يَشْتري" فهو صلةٌ. وقيل: الرفعُ على الاستئنافِ من غير عطفٍ على الصلةِ. والضميرُ المنصوبُ يعود على الآيات المتقدِّمةِ أو السبيلِ؛ لأنه يُؤَنَّثُ، أو الأحاديثِ الدال عليها "الحديث" لأنه اسمُ جنسٍ.
قوله: "أولئك لهم" حُمِلَ أولاً على لفظ "مَنْ" فَأُفْرِدَ، ثم على معناها فجُمِعَ، ثم على لفظِها فأُفْرِد في قوله: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ﴾. وله نظائرُ تقدَّمَ التنبيهُ عليها في المائدة، عند قولهِ تعالى: ﴿مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ﴾. وقال الشيخ: "ولا نعلم جاءَ في القرآن ما حُمِلَ على اللفظ ثم على المعنى ثم على اللفظ غيرَ هاتين الآيتين". قلت: وُجِدَ غيرُهما كما قَدَّمْتُ التنبيهَ عليه في المائدة.
* ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيا أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾
قوله: ﴿كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا﴾: حالٌ مِنْ فاعل "وَلَّى" أو مِنْ ضمير "مُسْتَكْبراً".
قوله: ﴿كَأَنَّ فِيا أُذُنَيْهِ وَقْراً﴾ حالٌ ثالثةٌ أو بدلٌ ممَّا قبلها، أو حالٌ مِنْ فاعل "يَسْمَعْها"، أو تبيينٌ لِما قبلها. وجَوَّز الزمخشريُّ أَنْ تكونَ جملتا التشبيهِ استئنافيتين.
* ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
(١١/٣٩٦)
---