قوله: ﴿هُوَ أَقْسَطُ﴾: أي: دعاؤُهم لآبائهم، فأضمرَ المصدرَ لدلالةِ فعلِه عليه كقوله: ﴿اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
. قوله: ﴿وَلَاكِن مَّا تَعَمَّدَتْ﴾ يجوزُ في "ما" وجهان، أحدُهما: أنها مجرورةُ المحلِّ عطفاً على "ما" قبلها المجرورةِ بـ "في"، والتقديرُ: ولكنَّ الجُناحَ فيما تعمَّدت. والثاني: أنها مرفوعةُ المحلِّ بالابتداءِ، والخبرُ محذوفٌ. تقديرُه: تُؤَاخَذُون به، أو عليكم فيه الجُناحُ. ونحوُه.
* ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوااْ إِلَى أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ﴾
قوله: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾: أي: مثلُ أمِّهاتهم في الحكمِ. ويجوزُ أن يُتناسى التشبيهُ، ويُجْعلون أمَّهاتِهم مبالغةً.
قوله: "بعضُهم" يجوز فيه وجهان، أحدُهما: أَنْ يكونَ بدلاً من "أُوْلُو". والثاني: أنه مبتدأٌ وما بعده خبرُه، والجملةُ خبرُ الأولِ.
قوله: ﴿فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بـ "أَوْلَى"؛ لأنَّ أَفْعَلَ التفضيلِ يعملُ في الظرفِ. ويجوزُ أَنْ تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من الضمير في "أَوْلَى" والعاملُ فيها "أَوْلَى" لأنها شبيهةٌ بالظرفِ./ ولا جائزٌ أَنْ يكونَ حالاً مِنْ "أُوْلُو" للفَصْلِ بالخبرِ، ولأنَّه لا عامِلَ فيها.
قوله: "من المؤمنين" يجوز فيه وجهان، أحدهما: أنها "مِنْ" الجارَّةُ للمفضولِ كهي في "زيدٌ أفضلُ من عمروٍ" المعنى: وأُولو الأرحامِ أَوْلَى بالإِرثِ من المؤمنين والمهاجرين الأجانب. والثاني: أنَها للبيانِ جيْءَ بها بياناً لأُوْلي الأرحامِ، فتتعلَّق بمحذوف أي: أعني. والمعنى: وأُولوا الأرحام من المؤمنين أَوْلَى بالإِرث مِن الأجانب.
(١٢/١٩)
---


الصفحة التالية
Icon