قوله: ﴿إِلاَّ أَن تَفْعَلُوااْ﴾ هذا استثناءٌ مِنْ غيرِ الجنس، وهو مستثنىً مِنْ معنى الكلامِ وفحواه، إذ التقديرُ: أُولو الأرحامِ بعضُهم أَوْلَى ببعض في الإِرث وغيرِه، لكن إذا فَعَلْتُمْ مع غيرِهم مِنْ أوليائِكم خيراً كان لكم ذلك. وعُدِّي "تَفْعَلوا" بـ "إلى" لتضمُّنِه معنى تَدْخُلوا.
* ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً ﴾
قوله ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا﴾: يجوزُ فيه وجهان، أحدهما: أَنْ يكونَ منصوباً بـ اذكر. أي: واذْكُرْ إذ أَخَذْنا. والثاني: أَنْ يكونَ معطوفاً على محلِّ "في الكتاب" فيعملَ فيه "مَسْطُوراً" أي: كان هذا الحكمُ مَسْطوراً في الكتاب ووقتِ أَخْذِنا.
قوله: "ميثاقاً غليظاً" هو الأولُ، وإنما كُرِّر لزيادةِ صفتِه وإيذاناً بتوكيده.
* ﴿ لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً ﴾
قوله: ﴿لِّيَسْأَلَ﴾: فيها وجهان، أحدُهما: أنها لامُ كي أي: أَخَذْنا ميثاقَهم ليَسْأل المؤمنين عن صدقهم، والكافرين عن تكذيبهم، فاستغنى عن الثانِي بذِكْر مُسَبِّبه وهو قولُه: "وأَعدَّ". والثاني: أنها للعاقبة أي: أَخَذَ الميثاقَ على الأنبياء ليصيرَ الأمرُ إلى كذا. ومفعولُ "صدقِهم" محذوفٌ أي: صِدْقِهم عهدَهم. ويجوز أن يكون "صِدْقِهم" في معنى "تَصْديقهم"، ومفعولُه محذوفٌ أيضاً أي: عن تصديقِهم الأنبياءَ.
(١٢/٢٠)
---


الصفحة التالية
Icon