قوله: "وزُلْزِلُوا" قرأ العامَّةُ بضمِّ الزاي الأولى وكسرِ الثانية على أصل ما لم يُسَمَّ فاعلُه. ورَوَى غيرُ واحدٍ عن أبي عمروٍ كَسْرَ الأولى. وروى الزمخشريُّ عنه إشمامَها كسراً. ووجهُ هذه القراءةِ أَنْ يكونَ أتبعَ الزايَ الأولى للثانيةِ في الكسرِ، ولم يَعْتَدَّ بالساكنِ لكونِه غيرَ حصينٍ، كقولهم: "مِنْتِن" بكسرِ الميم، والأصل ضمُّها.
قوله: "زِلْزالاً" مصدر مُبَيِّنٌ للنوعِ بالوصف. والعامَّةُ على كسر الزاي. وعيسى والجحدري فتحاها. وهما لغتان في مصدرِ الفعل المضعَّفِ إذا جاء على فِعْلال نحو: زِلْزال (زَلزال) وقِلْقال (قَلْقال) وصِلْصال (صَلْصال). وقد يُراد بالمفتوح اسمُ الفاعل نحو: صَلْصال بمعنى مُصَلْصِل، وزَلزال بمعنى مُزَلْزِل.
* ﴿ وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ ياأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً ﴾
قوله: ﴿ياأَهْلَ يَثْرِبَ﴾: يثرب اسمُ المدينةِ. وامتناعُ صَرْفها إمَّا: للعلميةِ والوزنِ، أو للعلميَّةِ والتأنيثِ، وأمَّا "يَتْرَب" بالتاء المثناة وفتح الراء فموضعٌ آخرُ قال:
٣٦٧٩-....................... * مواعيدَ عُرْقوبٍ أخاه بيَتْرَبِ
قوله: ﴿لاَ مُقَامَ لَكُمْ﴾ قرأ حفصٌ بضم الميم، ونافع وابن عامر بضم ميمِه أيضاً في الدخان في قوله: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ﴾ ولم يُخْتَلَفْ في الأول أنه بالفتح وهو ﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ والباقون بفتح الميم في الموضعين. والضمُّ والفتح مفهومان من سورة مريم عند قوله: ﴿خَيْرٌ مَّقَاماً
. قوله: "عَوْرَةٌ" أي: ذاتُ عَوْرة. وقيل: منكشِفةٌ للسارقِ. قال الشاعر:
٣٦٨٠- له الشَّدَّةُ الأُوْلى إذا القِرْنُ أَعْورا
(١٢/٢٣)
---


الصفحة التالية
Icon