وقرأ عيسى بن عمر ﴿وَّلاَتِ حِينِ مَنَاصٍ﴾ بكسر التاء وجرِّ "حين" وهي قراءةٌ/ مُشْكلةٌ جداً. زعم الفراء أنَّ "لات" يُجَرُّ بها، وأنشد:
٣٨٤٢-........................... * ولَتَنْدَمَنَّ ولاتَ ساعةِ مَنْدَمِ
وأنشد غيرُه:
٣٨٤٣- طلبوا صلحَنا ولاتَ أوانٍ *..................................
البيت. وقال الزمخشري: "ومثلُه قول أبي زبيد الطائي: طلبوا صلحنا. البيت. قال: فإنْ قلتَ ما وجهُ الجرِّ في "أوان"؟ قلت: شُبِّه بـ "إذ" في قوله:
٣٨٤٤-........................... *.............. وأنتَ إذٍ صحيحُ
في أنه زمانٌ قُطِع منه المضافُ إليه وعُوِّض منه التنوينُ لأن الأصلَ: ولات أوان صلح. فإن قلتَ: فما تقولُ في "حينَ مناصٍ" والمضافُ إليه قائمٌ؟ قلت: نَزَّلَ قَطْعَ المضافِ إليه مِنْ "مناص" - لأنَّ أصلَه: حين مناصِهم - منزلةَ قَطْعِه مِنْ "حين" لاتحاد المضاف والمضاف إليه، وجَعَل تنوينَه عوضاً من المضافِ المحذوفِ، ثم بَنى الحين لكونِه مضافاً إلى غير متمكن". انتهى.
وخرَّجه الشيخُ على إضمار "مِنْ" والأصل: ولات مِنْ حين مناص، فحُذِفت "مِنْ" وبقي عملُها نحو قولِهم: على كم جِذْعٍ بَنَيْتَ بيتك؟ أي: مِنْ جذع في أصحِّ القولَيْن. وفيه قولٌ آخر: أنَّ الجرَّ بالإِضافة، ومثله قوله:
٣٨٤٥- ألا رَجُلٍ جزاه اللَّهُ خَيْراً *.............................
أنشدوه بجرِّ "رَجُل" أي: ألا مِنْ رجل.
قلت: وقد يتأيَّد بظهورِها في قوله:
٣٨٤٦-........................... * وقالَ: ألا لا مِنْ سبيلٍ إلى هندِ
(١٢/٢٣٤)
---


الصفحة التالية
Icon