قوله: ﴿فِى الْمِلَّةِ﴾: فيه وجهان، أحدهما: أنه متعلقٌ بـ "سَمِعْنا" أي: لم نسمَعْ في المِلَّةِ الآخرة بهذا الذي جئتَ به. والثاني: أنه متعلقٌ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ هذا أي: ما سمعنا بهذا كائناً في المِلَّةِ الآخرةِ. أي: لم نسمَعْ من الكُهَّانِ ولا مِنْ أهلِ الكتبِ أنه يَحْدُثُ توحيدُ اللَّهِ في الملَّةِ الآخرة، وهذا مِنْ فَرْط كَذِبِهم.
* ﴿ أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بْل هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ ﴾
قوله: ﴿أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ﴾: قد تقدَّم حكمُ هاتَيْن الهمزتين في أوائل آل عمران، وأنَّ الواردَ منه في القرآن ثلاثةُ أماكنَ. والإِضراباتُ في هذه الآيةِ واضحةٌ و"أم" منقطعةٌ.
* ﴿ أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُواْ فِى الأَسْبَابِ ﴾
قوله: ﴿فَلْيَرْتَقُواْ﴾: قال أبو البقاء: "هذا كلامٌ محمولٌ على المعنى أي: إنْ زعموا ذلك فَلْيَرْتَقُوا"، فجعلها جواباً لشرطٍ مقدرٍ، وكثيراً ما يَفْعَلُ الزمخشريُّ ذلك.
* ﴿ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن الأَحَزَابِ ﴾
قوله: ﴿جُندٌ﴾: يجوزُ فيه وجهان، أحدُهما: وهو الظاهرُ أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: هم جُنْدٌ. و"ما" فيها وجهان، أحدهما: أنها مزيدةٌ. والثاني: أنَّها صفةٌ لـ "جُنْدٌ" على سبيلِ التعظيم للهُزْءِ بهم أن للتحقير، فإنَّ "ما" الصفة تُستعمل لهذين المعنيين. ومثلُه قولُ امرىءِ القيس:
٣٨٥٠-........................... * وحَديثٌ ما على قِصَرِهْ
(١٢/٢٤٠)
---


الصفحة التالية
Icon