٣٨٥٩- هما نَعْجَتان مِنْ نِعاج تَبالَةٍ * لَدى جُؤْذُرَيْنِ أو كبعضٍ دُمَى هَكِرْ
وقوله: "وعَزَّني" أي: غَلَبني. قال الشاعر:
٣٨٦٠- قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فباتَتْ * تُجاذِبُهُ وقد عَلِقَ الجَناحُ
يقال: عَزَّهُ يَعُزُّه بضمِّ العينِ وتقدَّم تحقيقُه في سورة يس. وقرأ طلحة وأبو حيوة "وَعَزَني" بالتخفيف. قال ابن جني: "حَذْف الزاي الواحدةِ تخفيفاً. كما قال:
٣٨٦١-........................... * أَحَسْنَ به فهنَّ إليه شُوْسُ
يريد: أَحْسَسْنَ"، فحذف. وتُرْوَى هذه قراءةً عن عاصم. وقرأ عبد الله والحسن وأبو وائل ومسروق والضحاك "وعازَّني" بألفٍ مع تشديد الزاي، أي: غالبني.
* ﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ﴾
قوله: ﴿بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ﴾: مصدرٌ مضافٌ لمفعولِه، والفاعلُ محذوفٌ أي: بأَنْ سَأَلك نعجَتك، وضُمِّنَ السؤالُ معنى الإِضافةِ والانضمامِ أي: بإضافةِ نعجتِك على سبيل السؤال، ولذلك عُدِّي بـ إلى.
قوله: "لَيَبْغي" العامَّةُ على سكونِ الياءِ وهو مضارعٌ مرفوعٌ في محلِّ الخبرِ لـ "إنَّ" وقُرِئ "لَيَبْغيَ" بفتح ياءَيْه. ووُجِّهَتْ: بأن الأصلَ: لَيَبْغِيَنْ بنونِ التوكيد الخفيفة والفعل جواب قسم مقدر، والقسم المقدر وجوابه خبر إنَّ تقديره: وإن كثيراً من الخلطاء والله ليبغين، فحُذِفَت كما حُذِفَ في قوله:
٣٨٦٢- اضْرِبَ عَنْك الهمومَ طارِقَها *........................
وقُرِئ "ألم نَشْرَحَ" بالفتح وقوله:
٣٨٦٣- مِنْ يومِ لم يُقْدَرَ أو يومَ قُدِرْ
(١٢/٢٤٩)
---


الصفحة التالية
Icon